في غابر الزمان وفي أحشاء الصعيد الجواني كان من يريد الانتقام من جاره يأتي بعدد من الكلاب ويعقد في ذيل كل واحد منها حبل في نهايته كرة من الليف مشبعة بالجاز ويشعلها فتهرول الكلاب مذعورة هروبًا من كرة النار بينما الكرة تحرق في وجهها كل ما تمر عليه الكلاب من بيوت وزراعات وفي النهاية تحترق الكلاب. تقريبًا هذا ما يحدث الآن من أرامل مبارك اللاتي أرسلن كلابهن في كل شبر من مفاصل الوطن تحرق مصر شعبًا وثورة، ظهر ذلك بوضوح في حادثة قطار أسيوط، فعندما فشل كلاب النار في استنطاق أهالي الأطفال الشهداء وانتزاع أي كلمة تدين الرئيس الدكتور مرسي، بل على العكس من ذلك بعض الأهالي فضح تلك المحاولات الخسيسة وأحرج كلاب النار في برامجهم على الهواء، عادت الكلاب تعوي على فضائيات "فتنة عثمان" تشعل النار في قلوب المشاهدين وتلوح بقميص يوسف ودماء الأطفال عليه، وتنوح على مصر وضياع مصر. أرامل مبارك المتربصات بالثورة الكارهات للشعب لم ولن ينسين صفعة 25 يناير ومن أطاح بالفرعون وحاشيته المقربين من على عرش مصر، لم ولن ينسين دخولهن أقفاص المحاكمات وهروب بعضهن للخارج مثل مومسات الليل. والمشكلة ليست في هؤلاء، المشكلة الآن أن عواء كلاب النار في الفضائيات وصحف الفتنة صداه يتردد خافتًا بين الناس الآن، وهو يعلو كل يوم وساعة ودقيقة، العواء بدا وكأنه سحر يجذب إليه العبيد السائرين في طابور النفاق وراء الفلول. سيدي الرئيس إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وقد قالها يومًا مارتن لوثر كنج: "لا يستطيع أحد ركوب ظهرك، إلا إذا كنت منحنيًا"، سيدي الرئيس كفانا انحناءً لأرامل مبارك وكلابهن التي تعوي في الفضائيات والصحف، سيدي الرئيس صدقني النار تشتعل وستحرق كل شبر في أرض الوطن، سيحملك التاريخ المسئولية، وستلعننا دماء الشهداء والأطفال والأجيال القادمة إذا لم نكن أسوارًا وحراسًا للثورة. سيدي الرئيس كلاب النار التي تفتش ليل نهار خلفك عن أخطاء لم ولن يردعهم حلمك ودماثتك المفرطة، هؤلاء قال فيهم الفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور "ذو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العُظماء"، وأنت لست المقصود بعوائها وإنما مقصدها الشعب والثورة، هم يرون في طلة وجهك الملايين التي خرجت تصرخ "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهم أرامل هذا النظام وكلابه النابحة فأخرس ألسنتهم يرحمك الله. سيدي الرئيس استحلفك بالذي قدر أن تكون رئيسًا رغمًا عنك ألا تخذلنا ولا تشمت فينا عدوًا، فلو أنفقت إسرائيل المليارات لتدمير مصر لن يمكنها أن تفعل أكثر مما تفعله أرامل مبارك وكلابهن الآن في كل شبر من مفاصل الوطن لاسيما الإعلام، سيدي الرئيس أستحلفك بدماء الشهداء التي تفجرت في التحرير والعباسية ومحمد محمود وبورسعيد، افعل شيئًا فلا مجال للبناء بينما كلاب النار خلفك تقوم بالهدم، أرامل مبارك يجتذبن العبيد بغباء وجهل نحو الحريق، كراهية الإخوان هي قميص يوسف لطخوه بدماء كراهيتهن للشعب الذي قام بالثورة. سيدي الرئيس أدرك مصر قبل أن يحرقها أرامل مبارك بعواء كلابهن في الإعلام، أيرضيك أن نعاقب على إرادتنا الحرة التي اختارتك رئيسًا بقدر الله؟ أيرضيك أن نعاقب على التغيير الذي ننشده على يديك والتطهير الذي نتمناه في كل مفاصل الوطن؟ أيرضيك أن نعاقب على مقاومتنا لهم؟! قل لي بربك إن استطعنا أن نحصن عقولنا نحن النخبة من سحر عوائها فمن لآلاف المساكين والغلابة والأميين وأنصاف المتعلمين من هذا الشعب من سحر عوائها؟ سيدي الرئيس لا نريدك فرعونًا تبطش وتفسد في الأرض فهذا لن يكون لك ولا لغيرك، ولا نريدك قديسًا مصلوبًا على مشانق الذئاب، وأجزم أنك تعرف من أعني لأن الشعب كله يعرفهم، وهم يعرفون أنفسهم ولا يخفون عليك، وهم كما وصفهم الشاعر: نحن شعب لا يستحي.. لسنا سوى سبايا تتقن البكاء على الكهرباء.. ونعي انقطاع الماء ولعن السماء والكفر بالأنبياء.. محترفون في تفجير قباب الأولياء وشتم الخلفاء.. وتنصيب الفاسقين في مقام الأمراء.. شواربنا للزينة ورجولتنا عورة العورات.. وأكبر كذبة ما يسمى بالكرامة والكبرياء.