السيد الرئيس مرسى قلت فى خطابك أمام الاتحادية الجمعة الماضى بالنص (ما أريده وأسعى إليه هو الاستقرار)، فرغم القرارات الصائبة التى اتخذتها والتى طالما عاب عليك بعض المغرضين أنك لم تتخذها حتى الآن، إذا بهم ينقلبون عليك لأنك اتخذتها!! ألم تفهم ما يحدث بعد.. ألم تستوعب الصورة.. هم لا يريدون لا هذا أو ذاك.. هم يريدون إسقاطك وما تنتويه من اجتثاث الفساد.. مرة أخرى هم يريدون إسقاطك أنت وما تمثله والعودة بالوطن إلى الفوضى.. افهم!! أرجوك افهم .. كلما اتخذت قراراً عارضوك فيه.. لو جئت يميناً يجيئون شمالاً، ولو جئت شمالاً يجيئون يميناً.. هذه هى تعليمات من يحركونهم حتى يسقطوك.. طالبوا بإنهاء حكم العسكريين فلما حققت طلبهم هاجموك.. طالبوا بعزل النائب العام كأحد المطالب الأساسية للثورة وخرجوا فى مليونية من أجل ذلك، فلما أقلته فى المرة الأولى خرجوا فى اليوم التالى فى مليونية أخرى يهتفون ضدك.. طالبوا بإعادة محاكمة قتلة الثوار، فلما استجبت لهم وأمرت بإعادة محاكمتهم خرجوا ضدك مرة أخرى.. أيضاً عابوا عليك تراجعك عن إقالة النائب العام، فلما أصدرت قرارك بإقالته خرجت المظاهرات المعترضة ليحرقوا مقار الحزب الحاكم ويعدلوا هتافهم ليصير (الشعب يريد إسقاط النظام)، النظام الذى اختاره المصريون وتحاول إسرائيل جاهدة أن تسقطه عن طريق عملائها وباستخدام ملايين رجال أعمال مبارك للصرف على أجراء الميدان يدعمهم فى ذلك الكثير من الإعلاميين والقنوات الفضائية والقليل من القضاة الذين يعلمون أن التطهير سينالهم حتماً سواء النائب العام أو بعض أعضاء المحكمة الدستورية. مرة أخرى سيدى الرئيس.. كل هذا يتم بتخطيط إسرائيلى وهم لا يريدون سوى رأسك ورأس الديمقراطية التى مكنتك من الحكم. يا سيدى الرئيس.. لا يكفى أن تصدر قرارات ثورية وقانونية سليمة، ولكن لابد أن تتمكن من تنفيذها على الأرض فأنت لست فى مباراة سوبر ماريو على الكمبيوتر، وليس من سبيل إلى تنفيذ قراراتك التى اتخذتها لصالح الشعب واستئصال الفساد إلا بوجود القوة التى تحمى قراراتك فى الشارع من الخارجين على القانون ومشعلو الحرائق. أذكرك.. والذكرى تنفع المؤمنين بما حدث للدكتور محمد مصدق الذى قام بتأميم صناعة البترول فى إيران عام 1953 تنفيذاً لرغبة شعبية عارمة، ولما أسقط فى يد البريطانيين والأمريكيين، قاموا بإصدار تعليماتهم إلى مكتب المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط الذى كان يرأسه الكولونيل كولبى ضابط المخابرات الأمريكية، قام هذا الكولونيل باستدعاء المدعو جعفر زعيم الزُعران ( الزُعران هو ما يشبه البلطجية فى مصر والمرتزقة فى ليبيا والبلاطجة فى اليمن والشبيحة فى سوريا)، واتفق معه على أن ينزل الزعران فى اليوم التالى فى جميع شوارع طهران يهتفون ضد مصدق وأن تكون الهتافات بذيئة ومهينة - وهو ما يفعلونه معك الآن - ويضربون أنصار مصدق فى الشارع ويشعلون الحرائق فى مقارهم.. وبالفعل.. سقط مصدق فى ظل صمت الشعب الذى سبق أن انتخبه وتمت محاكمته والحكم بإعدامه الذى خفف فيما بعد إلى السجن.. درس التاريخ سيدى الرئيس ألا تستهين بما يقوم به العملاء والبلطجية وبعض المواطنين الغافلون.. إنهم يستطيعون إفناء الثورة والعودة إلى حكم مبارك وتعليق الثوار وأنت منهم فى المشانق، هل تراك تعى حجم ما يدور حولك؟؟ سيدى الرئيس كلمة أخيرة.. كما أن للحق سيفاً يحميه.. أيضاً يجب أن يكون للديمقراطية سيف يحميها حتى تستقر.. وأذكرك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن)، والمقصود قوة السلطان الحاكم وحزمه. قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُوَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿113﴾ ) سورة هود، مع دعائى أن يحفظ الله أول رئيس منتخب بإرادة شعبية.. وأن يحفظ الله مصر