جاءت شهادة فرانسيس ريتشارد دوني السفير الأمريكي الجديد في مصر أمام جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ صدمة كبيرة للنظام المصري لأنها أكدت على أن الإدارة الأمريكية ما زالت مهتمة بموضوع الإصلاح الديمقراطي في مصر. أكد ريتشارد دوني أن أولوية عمله في مصر كسفير للولايات المتحدة تركز على تحقيق الديمقراطية والحرية للشعب المصري من خلال انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة يشرف عليها مراقبون دوليون ، وفي إشارة لا تخلو من مغزى قال أن الشعب المصري لابد وأن ينال حريته كشعوب لبنان والعراق وجورجيا وأوكرانيا وأفغانستان وهي تلك الدول التي فرضت الإدارة الأمريكية بها نموذج الإصلاح السياسي والديمقراطي عن طريق الضغط المباشر أو غير المباشر. وقال السفير الأمريكي الجديد أن أمريكا تتعهد بتقديم الدعم المناسب للشعب المصري لتحقيق آماله الديمقراطية مؤكدا أن أمريكا ستظل تدعم الديمقراطية والإصلاحات السياسية في مصر. وقال أن وزيرة الخارجية الأمريكية ترفض حجج النظام المصري لعرقلة الإصلاح السياسي والديمقراطية حيث يتعلل النظام المصري في أن الإصلاحات قد تهدد الاستقرار. حيث أشار السفير إلى أن عدم التحول إلى الإصلاحات الديمقراطية والسياسية في مصر والعالم العربي زاد من أعداد جماعات العنف في المنطقة. وأن أمريكا تؤيد حق الشعب المصري في حرية التعبير وحق الاجتماع دون عنف أو تهديد من الحكومة. وقال إن الإدارة الأمريكية والكونجرس قلقون جدا من سجل حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية على حد وصفه وأن الإدارة الأمريكية ستعمل دون كلل أو ملل في تحسين هذا السجل. وهدد السفير الأمريكي بحجب الدعم الأمريكي عن الحكومة وقال أن هذا الدعم سيوجه إلى المخلصين في المجتمع المدني وإلى من يتبنون الأفكار الأمريكية من مسئولي الحكومة المصرية. وفي إشارات غامضة ولافتة للانتباه كشف السفير الأمريكي عن دور مصر الحيوي الذي تلعبه مصر في حفظ الأمن والسلام في السودان وأفغانستان وقال أنه من أجل هذا الدور فإن المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر لن تمس خلال الفترة القادمة ، وإذا كان الدور المصري في السودان مفهوما ، إلا أن طبيعة ما أسماه " الدور الأمني " المصري في أفغانستان يطرح العديد من التساؤلات المهمة تحتاج إلى إيضاحات رسمية وإجابات واضحة. السفير الأمريكي الجديد اعترف بكراهية الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية لأمريكا وأكد لأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بأنه سيطلب من الحكومة المصرية أن تمارس الدبلوماسية الشعبية مع الشعب المصري لتحسين صورة أمريكا. على الصعيد الاقتصادي قال ريتشارد دوني أن الفترة القادمة ستشهد مفاوضات مصرية أمريكية من أجل إقامة منطقة تجارة حرة مع مصر مشيرا إلى أن الاستثمارات الأمريكية بمصر تصل إلى 4.2 مليار دولار في مجالات الطاقة والسياحة وأن الصادرات الأمريكية لمصر 3 مليار دولار منتجات زراعية وأن مصر تصدر لأمريكا 1.2 مليار دولار ويزور مصر نحو 200 ألف مواطن أمريكي للسياحة والدارسة في حين يزور أمريكا 32 ألف مصري للسياحة والعلاج. وفي إشارة منه إلى خطط أمريكية مستقبلية للتدخل في صياغة مناهج التعليم أكد السفير الأمريكي على أنه سيمارس ضغوطا على الحكومة المصرية لإتاحة الفرصة والحرية للمصريين في مجال حرية الاعتقاد والتعليم واختيار عقيدتهم الدينية .