يعني يا أخي و يا حبيبي ويا صديقي, يعني لا يمكن أن نختلف, دون تقطيع ملابس بعضنا بعضًا, حتى ثقافة الاختلاف ذبحناها جميعًا.. جميعًا جميعًا.. لا أستثني منا تيارًا و لا فصيلًا, ولا حتى فصلًا دراسيًا.. يا كلكم -دامت مصر لكم- يا كل واحد.. أيِدْ الرئيس.. عارضْ الرئيس.. افرح للإعلان الدستوري... اغضب من الإعلان الدستوري... انزل الجامعة, أو حتى اذهب للمحكمة الدستورية.. انزل التحرير, أو حتى حاصر الاتحادية.. قل "لا" للدستور, قلها عالية.. قل "نعم" للدستور, وارفع صوتك.. ارفض جملة وتفصيلًا الاستفتاء, وقاطع كما تشاء.. انتقد كلامي, واسمح لي بمساحة نقد لكلامك.. لكن وألف ألف لكن.. لكن لا تذبحني بكلامك,... لا تجعل الاختلاف خلافًا صاخبًا عنيفًا –لا قدر الله- .. لا تسمح بالبذاءة,, ولا بالسباب واللعن والفحش في الخصومة.. أمس قابلت صديقًا عزيزًا جدًا.. فوجدته كيس بارود غاضبًا من الإخوان.. وقال: إنهم لا عهد لهم ولا أمان.. وساق آيات من القرآن.. لدرجة "أو لا يرون أنهم يُفتنون في كل عام مرة أو مرتين..." فقلت له: هذه غير تلك.. ولا تنطبق... وخالفته جدًا.. وتواعدنا على اللقاء قريبًا بالمحبة... ثم هاتفني صديق من مؤيدي الرئيس.. وسب ولعن وأزبد وغرب وشرق في شتيمة كل من بالتحرير, وساق أيضًا آيات كريمة, لدرجة"ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى..".. فقلت: اتق الله.. واهدأ. لي موقف واضح ومحدد وأتشرف بإعلانه, وسألخصه في كلمة "نعم".. لكن أيضًا, لا يجب أن يحملني الغضب على التخوين والتسفيه والتفسيق والتكفير.. و إلا فما الفرق بيني وبين مخالفي الذي يسمح لنفسه بهذا؟ لما لا نقول إن مصرنا -قبل حبة قمح-, ينقصها حبة محبة.. وإن أغلب المخالفين لنا, مقتنعون أنهم بذلك يحبون مصر, حتى لو هناك قيادات. كل مشكلتهم هو الحقد على "الفلاح" كما قال حمضين لعمروس.. وحتى لو سمح الضمير الإعلامي لبعض الإعلاميين بتحريض البلد على البلد, من أجل بقاء سيل التدفق النقدي لحساباتهم.. حتى لو استعدى علينا البوب الغرب.. حتى وحتى.. فلا يجب أن نعمم الاتهام. يا أيها الناس, هذا بيان و براءة لكل الناس: لو بقي الوضع بهذا الجهل من حيث ثقافة الاختلاف, فاقرأوا على روحها الفاتحة, والله يرحمك يا خال شوقي إلاما الخلف بينكم إلاما .... وهذه الضجة الكبرى علامة [email protected]