لعلك معى عزيزى القارى حينما تجلس امام التلفاز وانت تشاهد برنامج اخبارى فى اى قناة فضائية وهى تستضيف استاذين فى القانون او اثنين من القضاة على درجة واحدة من المنصب الوظيفى وتسمع ان راى هذا وراى هذا وان راى كل منهما يخالف راى الاخر فى القانون سواء فى القانون الدستورى او اى مسالة قانونية اخرى .. فيدلى كل منهما براى مخالف لراى الاخر ويدافع كل منهما عن ان راية هوالراى القانونى فقط كما درسة وتعلمة فى كلية الحقوق ومارسة عمليا كقاضى او قام بتدريسة كاستاذ قانون فى الجامعة ... لعلك معى عزيزى القارىء وانت تتسائل فى حيرة من امرك ايهما تصدق وايهما من هو راية الصواب وايهما راية قانونى حقا ...ولاثيما وانت تسمع اصرار كل منهما على راية بانة راى قانونى لاشك فية ...فلاتملك الا ان تبحث عن قناة فضائية اخرى لعلك تهتدى الى برنامج حوارى بة اساتذة قانون يتكلموا فى نفس الموضوع الذى سمعتة حتى تطمان للراى الصواب وتقتنع بة حتى تؤيد الراى الذى هو فعلا قانونى ... لترتاح على الاقل نفسيا من الصراع الذى يدور فى نفسك بين راى هذا وراى هذا ...ولاثيما وان كلاهما استاذ متخصص بالقانون ولاثيما وان القضاة قد تحولوا الى اساتذة قانون يلقون المحاضرات فى التلفاز للمشاهدين الذين اصبابهم التشكك والتشتيت فى القضاة بصفة خاصة وتحولت نوادى القضاة بقدرة قادر الى معترك سياسى يمارس السياسة وتلك ليست من اختصاص عملة المنوط بة حتى بات المشاهد يرى المستشارين والقضاة اكثر مما يشاهد المسلسلات الهابطة باعتبار ان نوادى القضاة اصبحت مسلسل نشاهدة يوميا يغنينا احيانا عن نجوم الكوميديا التى تراجعت نجوميتهم بسبب نجوم القضاة وهكذا ياعزيزى المشاهد ترى بعينك وتسمع فى حيرة وتوتر الاعصاب وانت تجد نفسك مشتتا نفسيا وفكريا وعقليا بين اختلاف اساتذة القانون والقضاة والمستشارين وبعض موظفى النيابة العامة ايضا والذى يختلف كلاهما فى راية ....ثم تجد نفسك امام القناة الاخرى ان نفس الحوار بوجوة اخرى يتحاوركلاهما فى نفس الموضوع وتجد نفس الخلاف ونفس الاسلوب ونفس الراى القانونى لكلاهما فى اختلاف الراى وان ايضا كلاهما يصر على ان راية هو الراى القانونى والصوا ب .. فلاتملك الا ان تغلق التلفاز لتتحاور سواء مع زوجتك او اولادك او تخرج لزيارة صديق لك لتفضفض معة لتخرج من تلك الازمة النفسية التى سببها لك انك لم تعرف بعد وتتاكد اى الراى القانونى للاساتذة القانونيون او القضاة او المستشارين هو الراى الصائب بالقانون وناهيك ياعزيزى عن المؤتمرات الصحفية التى يعقدها هذا وذاك بين مؤيد ومعارض ولكل مجموعة راى يتمسك بة ويراة لمصلحة الوطن وانت حائرا ايهما ياترى يقول الصدق ولاثيما وانت تسمع ان كلاهما يقارع الاخر بالحجة والمنطق ويدافع عن منطقة ...وهكذا ياعزيزى تجد نفسك مقسوم نصفين بين كلاهما مما قد يتسبب عنة انفصام الشخصية لشخصيتك المنقسمة مع هذا وذاك ....ثم دعنى اذكرك عزيزى القارىء حينما ايضا تجلس لمشاهدة البرامج الاخبارية انك تجد ان البرنامج يستضيف فصيلين من حزبين مختلفين فى الراى والتوجهات السياسية وهكذا تجد نفس الصراع ونفس الاختلاف فمن الطبيعى انك تسال نفسك اى منهما صادق فيما يقول وايهما كلامة حقا لمصلحة الوطن وخاصة ان كل منهما يقول ان كلامة لمصلحة الوطن ...فهل سالت نفسك ياعزيزى القارى لماذا تصر القنوات الفضائية دائما على نهج هذا الاسلوب المخابراتى ( المتعمد باحترافية شديدة) الذى يشكك المشاهد ويجعلة حائرا دائما فى من يصدق من السادة الضيوف الذى تستضيفهم القنوات الفضائية لتجعل المواطن مشتتا ومتشككا هنا وهناك وهو لايعرف بالضبط اين الحقيقة القاطعة فى صراع كل الاطراف التى على الساحة السياسية وهى تتناحر بقوة على القنوات الفضائية ليثبت كلاهما انة على حق فيما يقول وان الاخر راية خاطىء .. لكن ياعزيزى القارى دعنى اخرجك من حيرتك لاقول لك ارجوك حينما تسمع اى راى من اى شخص يتكلم فاجعل مقارنة بسيطة مع نفسك وتسال نفسك هل هذا الراى هو لمصلحة الوطن وماذا سوف يفيد الوطن وهل هذا الراى لة فائدة تعود على استقرار الوطن وهل سوف يتفق هذا الراى مع الحق الذى شرعة اللة لخلقة وهل هذا الراى لايتعارض مع سنة الرسول وهل هذا الراى ينتفع بة الناس وهل هذا الرى يجلب الامن والمنفعة للعامة... ثم اسال نفسك اذا كان هناك نص قانونى وان كان صواب لايتفق مع المصلحة العامة للوطن فقل لنفسك ان هذا النص ليس نص قرءانى لايجب العبث بة وان هذا النص من تاليف البشر والبشر يخطىء ويصيب وليس هناك معصوم من الخطىء واذا كان النص القانونى يتعارض مع مصلحة الوطن فذلك نص بشرى اخطىء فيما اصاب .. اذا سالت نفسك هذة الاسالة سوف تخرج من حيرتك وتعرف بفطرتك التى خلقها اللة فيك ان هذا الراى مع الحق وهذا الراى الاخر هو راى من هوى النفس الامارة بالسؤ والتى قال عنها خالقها فى كتابة الكريم .. ان النفس لامارة بالسؤ الا من رحم ربى ... وقد قال الرسول استفتى قلبك يفتك ولو افتاك المفتون .. لان فى القلب ضميرك واحساسك بالحق والعدل والخير والحب والجمال تلك فطرة اللة فيك فاستفتها ...ولاتتبع راى الاهواء ...وقارن بين راى هذا وذاك واجعل الوطن بينهما فما تجدة راى يخدم تقدم البلد للخروج من تعثرها الاقتصادى فاعلم انة راى صائب وصادق وان كان يخالف نص القانون وان رايت راى يمنع تقدم البلد ويساعد على انقسامها ويعمل على الركود الاقتصادى وتقدمه فاعلم انة راى نابع من هوى نفس وان كان بصحيح القانون وكما قلت لك ليس النص القانونى هو نص قرءانى لايجب العبث بة فكل ما كان من فكر البشر قابل للتغير لان الذى يغير ولايتغير ابدا هو من خلق البشر وخلق لهم العقل ليفكر لينتفع بة فى حياتة بحيث مهما تفنن العقل فى الفكر والعلم فكما قال تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا ... لكنى دعنى اذكرك بقول اللة تعالى .. اتقوا اللة يعلمكم اللة ... نعم تقوى اللة سوف تخرجك من تلك الزحمة التى يتلقاها عقلك يوميا ... ثم لاتنسى صلاتك فهى كما قال عنها الخالق تنهى عن الفحشاء والمنكر .. واذكر ربك فاءنة قال .. الا بذكر اللة تطمئن القلوب ... وحينما يطمئن القلب بذكر اللة يبصر الحق من الباطل ويميز القبح من الجمال ويدرك الخير من الشر حتى لو كان الباطل مستتر بالمنطق الجميل ... لان من خلقك هو القادر وحدة على اخراجك من ظلمات النفس واهواء الغير الى ادراك طريق الصواب والحق والهدى وتذكر قولة تعالى لرسولة .. وان يريدوا ان يخدعوك فاءن حسبك اللة هو الذى ايدك بنصرة وبالمؤمنين والف بين قلوبهم ... وكما قال تعالى .. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.. واللة يعلم وانتم لاتعلمون واخيرا اقول لك ياعزيزى المشاهد ان تسال نفسك عن كم المرتبات الخيالية التى يتقضاها هؤلاء والمعيشة زو الرفاهية التى يعيشونها وهم لايستشعرون بمدى المعاناة التى تعيشها انت وقارن بينك وبين هؤلاء واولاد هؤلاء واقارب هؤلاء ومعارف هؤلاء وكل من ينتمى الى هذا الفصيل المرفة الذى لايعنية فى المقام الاول سوى مدى الرفاهية التى يحرصون عليها وليذهب المواطن البسيط الى الجحيم طالما مصالحهم لايمسها اى نقص او سؤ ثم اودعك ياعزيزى القارىء مع نفسك لتفكر جيدا فيما قلت لك لعلنى اصبت فى ما انت اخطات او اخطات فيما انت اصبت فكلانا بشر يخطىء ويصب والعصمة للة وللانبياء فقط وحتى الانبياء بعضهم لم يسلم من الخطى ء واللة وحدة هو الكمال المطلق الذى لاشك فية واللة يعلم وانتم لاتعلمون أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]