رغم كل الظروف السياسية والانقسامات الشعبية التي تمر بها مصر، امتلأ المسرح الكبير عن آخره بدار الأوبرا المصرية بكوكبة من كبار الفنانين والمثقفين وحشد كبيرمن الجمهور العاشق للفن والإبداع كما بدا التأثر شديدا على رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الفنان عزت أبو عوف، اليوم أثناء صعوده على خشبة المسرح لإلقاء كلمته عبر حفل افتتاح دورة المهرجان ال 35، قائلا: "اعذرونى لم أكن أتخيل وقوفي ها هنا مرة أخرى" فأهدى الدورة لشهداء ثورة 25 يناير، كما أهداها إلى أرواح الفنانين، الذين رحلوا عن عالمنا منذ 25 يناير 2011، وتوجه بامتنانه إلى وزير الثقافة، محمد صابر عرب، ومدير المهرجان د. سهير عبد القادر، مؤكدا أن السينما ليست وقتا للتسلية، لكنها ثورة على كل القبح الكائن فى الحياة. وفى كلمته أكد صابر عرب أنه كان يتمنى أن يقام هذا المهرجان وقد استقرت أحوال مصر، وعلى الرغم من كل التحديات التى واجهت المهرجان فقد كان الإصرار على إقامة المهرجان فى دورته الخامسة والثلاثين لكى يكون جزءاً من المشهد الكبير فى ظل العديد من التحولات التى يشهدها المجتمع حراكاً وحواراً وأملاً فى المستقبل ورغم أن دورة المهرجان قد توقفت العام الماضى حينما شهدت مصر ثور الخامس والعشرين من يناير والتى لا تزال تحدث تحولات إجتماعية وسياسية وفكرية ، فالثقة تامة بأننا فى حياتنا متجهون نحو الوصول بمصر إلى مصاف الدول الرشيدة إبداعاً وفناً ووعياً ومعرفة ، وأثق فى أن جموع السينمائيين فى مصر والعالم بما لديهم من مشاعر إنسانية رقيقة يستشعرون قيمة هذه اللحظة التاريخية وأهميتها. كما تمنى للضيوف إقامة طيبة فى مدينة القاهرة التى أثرت فى كل العالم وتأثرت به، ولم تكن فى يوم ما بعيدة عن كل مايحدث فى الدنيا بفضل مبدعيها من المثقفين والفنانين وحتى على المستوى الإنسانى فقد كانت القاهرة دائماً رقيقة هادئة ، لكنها كانت دائماً عصية على الإنكسار، فستبقى القاهرة هى العاصمة الثقافية والفنية لكل بلاد الشرق بالرغم من كل هذه التحديات . وأكد على أن المصريين عازمون على دعم الفن والثقافة، لذا نطالب كل الفنانين وكل الجموع التى تعمل فى مجال الفن والثقافة وكل مبدع فى أى مجاله بمزيد من العمل الإبداعى الخلاق، وخصوصاً وقد ألهمتنا الثورة روحاً جديدة و رؤى وتجارب لكى ننتج فناً وثقافة تعبير عن هذه الثورة . فالثورة لا تحول دون الإبداع بل على العكس، فقد كانت الثورات الإنسانية ملهمةً للفن والثقافة فإن ثورتنا المصرية تفجر فى تلك اللحظة سيلاً منهمراً من الإبداع. قام بتقديم حفل الافتتاح الفنانان "عمرو يوسف" و"حورية فرغلى" وتم تقديم أعضاء لجان التحكيم الدولية والعربية وأفلام حقوق الإنسان ومنهم محمود عبد العزيز ومنة شلبى، وخالد أبو النجا، وبشرى وكندة علوش. وقد بدأ حفل الإفتتاح بعزف السلام الجمهوري والوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء ثورات الربيع العربي، ووسط تصفيق حاد من الجمهور تعالت الهتافات تحيا مصر تحيا مصر، أعقبه استعراض لقطات من أهم أفلام السينما المصرية التي مهدت وتتحدث عن الثورات المصرية وهي "اسكندرية كمان وكمان شئ من الخوف هي فوضي القاهرة 30 ناصر 56 الناصر صلاح الدين" بإعتبار أن هذه الدورة مهداه لشهداء الثورة، وأثناء إلقاء كلمة للفنان عزت أبو عوف صاحيه عرض فيلم من الصور الفوتوغرافية المأخوذه من ميدان التحرير أثناء الثورة، ثم صعدت لجان التحكيم "الدولية والعربية وحقوق الإنسان" لخشبة المسرح لإلتقاط صورة تذكارية مع وزير الثقافة ورئيس المهرجان ونائبته. حضر الحفل العديد من الوزراء منهم د.أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي، د.منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق، والكاتب يوسف القعيد، ومن الفنانين محمود عبد العزيز، محمود قابيل، إلهام شاهين، يسرا، ليلي علوي، لوسي، فيفي عبده، المخرجة ايناس الدغيدي، مادلين طبر، ماجد المصري، خالد ابو النجا، نرمين الفقي، انوشكا، منة شلبي، بشري، منال سلامة، كندة علوش، المنتجون محمد حسن رمزي، ماريان خوري، ومدحت العدل، ومن قيادات وزارة الثقافة د.سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلي للثقافة وم. محمد ابو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية ورئيس قطاع مكتب الوزير، د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، د.خالد عبد الجليل رئيس قطاع الانتاج الثقافي، ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن. واختتم الحفل بعرض الفيلم المصري "الشتا اللي فات" اخراج ابراهيم البطوط ، بطولة عمرو واكد وفرح يوسف، والذى يدور فى إطار إجتماعى حول تأثير ثورة 25 يناير على أبطاله وتغيير حياتهم. قام بتقديم الحفل حورية فرغلي وعمرو يوسف، واخرجه خالد جلال