كتب بعض الصحفيين والمحللين السياسيين إن صفقة أبرمت بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية بمقتضاه إن تتوقف الحكومة المصرية عن ملاحقة كوادر الإخوان وقياداتهم والنظر مستقبلاً في أمر المشروعية القانونية لجماعة الإخوان المسلمين نظير إن يتوقف الإخوان مطلقاً وبشكل واضح عن القيام بالمظاهرات وتتعهد الجماعة بدعم الرئيس محمد حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية فإن أوفت الجماعة بمسئوليتها وما طلب منها كانت لها فرصة تمثيل نحو 50 نائبا في مجلس الشعب القادم 2005. الإخوان المسلمون لا يراهنون علي "السلامة البدنية" بمعني التوقف عن النضال السياسي السلمي نظير عدم الاعتقال فطوال تاريخهم لم يتوقفوا لحظة وبالتالي لم يتوقف النظام عن اعتقالهم فطوال 24سنة هي عمر هذا النظام الذي أصدر نحو 100 ألف قرار اعتقال كان نصيب الإخوان 30 ألف قرار اعتقال ففي عام 1990 قاطع الإخوان مع قوي المعارضة الانتخابات التشريعية وخرج حزب التجمع وصدم الإجماع الوطني وشارك في الانتخابات من اجل كرسيين فقط لاغير في عام 1995 وقف الإخوان مع بقية القوي السياسية وشاركوا في الانتخابات التشريعية فطالت الاعتقالات مئات من الإخوان وتعرضوا لثلاث محاكمات عسكرية ورشح الإخوان أنفسهم من السجون وفي عام 2000 تم القبض علي الآلاف في كل محافظات الجمهورية وبرغم من ذلك نجح 17 عضوا للإخوان ثم تم إسقاط عضوية اثنين منهم بعد ذلك. ولم يراهن الإخوان المسلمون علي سلامتهم بل يعتقد الإخوان أن من (صمد حصد) فالصمود والنضال السلمي سبيل لتأكيد الوجود ولكسب الأنصار. هناك ثوابت في العلاقة بين النظام والأخوان خلال الخمسين سنة الماضية ولا يتوقع تغييرها خلال حقبة متوسطة. عدم اعتراف النظام بجماعة الأخوان المسلمين لان معني الاعتراف مزيد من الحرية في الحركة للجماعة مما يعني كسب أنصار جدد بشكل متضاعف خلال سنوات ربما كانت قليلة وهذا يسفر بقاء الحظر علي تكوين الأحزاب ويفسر أيضا تشكيل وتركيبة "لجنة الأحزاب" غير الدستورية ويفسر تعديل المادة 76 فما من قانون يصدر بشأن مباشرة الحقوق السياسية إلا ويكون في بؤرة تفكير المشرع كيف يبقي الحظر علي جماعة الاخوان وكيف يزداد حتي الحظر في امتلاك وسائل الاعلام الهدف منه الاساسي الاخوان سواء (جرائد قناة فضائية وسوف يظل الحظر إلي أن يتكون تيار ليبرالي يعترف بدولة إسرائيل ويحافظ علي مصالح الامريكان ويشيع العلمانية ويحارب الهوية العربية والاسلامية ويستطيع ان يتوازن في قوته مع الاخوان. ب- ومن الثوابت عند الاخوان ان مطالب الاخوان مطالب عامة يتبناها الشعب المصري. في المقدمة منها: 1- الغاء قانوني الطواريء. 2- رفع القيد علي تكوين الاحزاب. 3- الإفراج عن جميع المعتقلين. 4- استقلال القضاء والغاء جميع البنود التي تسمح للسلطة التنفيذية بالتدخل في شئونهم. 5- انتخاب رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح بما يسمح بالتداول السلمي للسلطة. فمطالبنا لصالح الشعب حتي يتمتع الشعب بحريته ونحن جزء منه ان اقصي امانينا "الاخوان" ان يحدث في مصر تطور ديمقراطي حقيقي بحيث يعبر الصندوق عن ارادة الامة ورفع القيد عن صندوق الانتخابات. ج - اذا كان الاخوان يبغون رفع القيد عن صندوق الانتخاب فإن النظام والحكومة مازالت ان عوامل استمرارها وبقاءها والحفاظ علي مصالحها بقاء القيد علي هذا الصندوق بحيث يستمر التزوير ولا يسمح للمعارضين بالتعبير او المشاركة لانتاج مجلس وحكومة يختلف في الشكل ويتفق في المضمون فكيف يتفق الاخوان والنظام. استطيع ان اقول ان الاخوان لن يتحالفوا مع النظام ضد الشعب - فعلامة نجاح الاخوان تأييد الشعب لهم في النقابات والجمعيات والتظاهرات فلن يجمعوا شكل النظام بالتحالف معه ولن يصمدوا مشاعر الشعب الرافض لاستمرار الاوضاع السياسية والاقتصادية المتردية ولن يخرجوا عن الاجماع الوطني فهم وطنيون لان الوطنية من الايمان. ------------------------------------ جريدة نهضة مصر