يبدو أن هناك بعض الأطراف تحاول توريط الجماعة الإسلامية المصرية بالحصول منها علي مواقف تنشر في الصحف لا تعير عنها ، فبعض المحامين المعروفين بصلتهم القوية بقيادات الجماعة الإسلامية وأجنحة في الأجهزة الأمنية يسربون للصحف معلومات أو تصريحات لا تعبر عن موقف الجماعة الإسلامية ، وكانت التصريحات التي نسبت إلي قيادات في الجماعة الإسلامية عبر بعض محامي الجماعة سببت حرجا بالغا وصدمة ممن يحسنون الظن بالجماعة الإسلامية التي لا تزال تلملم شعثها وليست مستعدة لخوض مجاهل العمل السياسي . ولا أظن أنه من الحصافة أن نورط الجماعة الإسلامية أو نضغط عليها للحصول علي مواقف معينة تهز صورتها عند أبنائها أو المتعاطفين معها ومن يحسنون الظن بها ويرونها قوة إسلامية مهمة لا تزال قادرة علي أن تمثل إضافة للعمل الإسلامي والوطني . واتصل بي المهندس أسامة حافظ وأكد علي أن الجماعة الإسلامية لم تصدر بيانا بشأن التعاطي مع العلمية الانتخابية وأنها غير معنية بها علي الإطلاق للظروف التي تمر بها والتي لا تزال رؤاها فيها لم تتبلور بشكل تام ،بحيث يبدو من يحصل منها علي إعلان بالتأييد والمبايعة يريد إقحامها في مجال هي غير مهيئة له الآن ، وكما نحن حريصون علي كل القوي الوطنية في مصر ،فإننا حريصون علي الجماعة الإسلامية باعتبارها قوة إسلامية ووطنية كان لها اجتهاداتها في السابق وهي اليوم تسعي لبناء اجتهاد جديد نرجو أن يكون محكوما بالشرع وبرؤية علمية منطلقة من منطلقات فكرية وعلمية سليمة وليست وليدة ضغط أو إكراه أو موقف نفسي أو عصبي لا يكون المرء أو الجماعة فيها محكوما بالقواعد الشرعية قدر انفعالها بالواقع والسجون والمسجونين والمعتقلين . ونحن نود أن تدخل الجماعة الإسلامية المعترك العام بالسماح لأعضائها وقياداتها بالدفاع عن رؤاهم الجديدة بنوع من العلمية والحياد حتي يمكنهم إقناع الناس بها وحتي يكونوا تعبيرا عن إرساء لتقاليد فكرية جديدة تنزع للوسطية والمقاصدية وليس التأويل الظاهري الجزئي . الجماعة الإسلامية بحاجة إلي أن تطالب بحريتها من الارتهان بأجهزة الأمن لتبني مدرسة جدالية ناتجة عن الجدال والنقاش مع المجتمع وليس الجدال فقط مع أجهزة الأمن ، ونحن نطالب بالتعامل السياسي والمجتمعي مع الجماعة الإسلامية وليس الأمني وكما نطالب بالحرية لكل الوطن فنحن نطالب بالحرية للفكر الجديد للجماعة الإسلامية والجهاد ولكل القوي الإسلامية رهينة المحابس والأمن . هناك حراميه وسراق للتاريخ ، ولنضال الآخرين وهؤلاء عششوا وتربعوا علي بوابة الحالة الإسلامية الجهادية وألفوا كتبا وخطوا تاريخا أملته عليهم دوائر الأمن ودوائر أمريكا ودوائر الفهلوة والضحك علي الذقون ، ولا بد من تصحيح كل هذا بعد أن وصلت الحالة الإسلامية إلي قناعة بأن العنف في الداخل هو خصم من تاريخ الحركة ونضالها وليس إضافة لها . ولابد من عودة طبيعية للحركة الإسلامية مع وطنها ونظامها السياسي والاجتماعي وللناس والتاريخ والجغرافيا ، وحينها سيظهر الزيف والحق ، "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض "