حرب شوارع بين الأمن والمتظاهرين.. واحتراق طوابق المدرسة الفرنسية.. وظهور لاعب الأهلى شادى محمد بين المحتجين.. إصابة العشرات بالإغماء تواصلت الاشتباكات الساخنة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى بشارعى قصر العينى ومحمد محمود، لليوم الثالث على التوالى، فى ظل حالة من الاحتقان وعمليات الكر والفر بين الجانبين. واستمر المتظاهرون فى رشق قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة ناحية المحتجين لتفريقهم. وفى الساعة الحادية عشرة من مساء الأربعاء، ألقى المتظاهرون زجاجات المولوتوف بكثافة على مدرسه "الليسيه" الفرنسية المجاورة للجامعة الأمريكية، مما أدى إلى اشتعال النيران بالطوابق العليا بها، حيث خرجت ألسنة اللهب من النوافذ المطلة على شارع محمد محمود، وتفحمت الطوابق العليا بالكامل. وقامت قوات الأمن المتواجدة بداخل المدرسة بإخمادها بواسطة خراطيم المياه، وسط رد سريع من المتظاهرين بمحاولة إشعالها مرة أخرى. وفى الساعة الثانية عشرة من صباح الخميس، ظهر شادى محمد لاعب النادى الأهلى أحد أبرز مؤيدى أحمد شفيق بين المتظاهرين، والتف حوله عدد كبير من المحتجين للترحيب به, وخلال تجدد الاشتباكات اضطر لاعب نادى الأهلى بالهروب من ميدان التحرير فى ظل إطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين والتى غطت سماء التحرير. وفى الساعة الواحدة، اقتحمت مصفحات الأمن المركزى المتواجدة بشارع قصر العينى بميدان التحرير، لطرد المتظاهرين خارج الميدان وسط إطلاق غازات كثيفة أدت إلى إصابة العشرات بحالات إغماء وجروح قطعية فى الوجه بسبب تدافعهم خلف بعضهم. وفى الساعة الواحدة والنصف، رشق المتظاهرون بالمولوتوف والحجارة المدرسة الفرنسية، ما أدى إلى اشتعال النيران بالطوابق العليا بها، فيما تجددت الاشتباكات فى شارع قصر العينى، وسط عمليات كر وفر، انتهت لتراجع المتظاهرين للميدان فى ظل إطلاق قنابل الغاز. وفى الساعة الثانية ونصف، انخفضت أعداد المتظاهرين فى ميدان التحرير، حيث تواجد صغار السن من الشباب داخل الشوارع الجانبية، وسط تجدد الاشتباكات من جانب الطرفين وعمليات كر وفر، وإطلاق الغازات المسيلة للدموع والخرطوش والمولوتوف. وفى الساعة الثالثة، احتشد العشرات من المتظاهرين المرتدين للأقنعة بشارع قصر العينى، حيث قاموا بإشعال النيران فى إطارات السيارات، وإلقاء زجاجات المولوتوف على قوات الأمن، فى حين تمسكت قوات الأمن بضبط النفس فى التعامل مع هؤلاء الأشخاص، كما قاموا بالدق على الأعمدة والتلويح بالإشارات البذيئة فى محاولة منهم لاستفزاز قوات الأمن. وفى الساعة الرابعة، تجددت الاشتباكات مرة أخرى، بعد أن سادت حالة من الهدوء الحذر داخل شارع قصر العينى ومحمد محمود، وذلك بعد أن ألقى المتظاهرون الحجارة والمولوتوف على قوات الأمن بغزارة، ما أدى إلى مطاردتهم داخل الشوارع الجانبية، وإلقاء القبض على البعض منهم. وفى الساعة السادسة من صباح الخميس، قامت سيارة الحماية المدنية مدعمة بمصفحتين من قوات الأمن المركزى وعدد من تشكيلات الجنود، بإطفاء الحرائق التى أشعلها المتظاهرون فى الإطارات، وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن أماكن الاشتعال، حتى تتمكن من السيطرة على الحريق. وفى الوقت ذاته، قامت قوات الأمن بفتح الطريق أمام حركة السيارات فى شارع قصر العينى، بعد مطاردتهم للمتظاهرين والدفع بهم خارج الميدان، مستخدمين العصا وطلقات الصوت والغازات المسيلة للدموع. إلا أنه وفى تمام الساعة صباحًا، قام المتظاهرون بغلق شارع قصر العينى من ناحية ميدان التحرير مرة أخرى، وإجبار السيارات على العودة إلى الخلف واتخاذ طريق آخر وسط تبادل الاشتباكات بين الطرفين. فيما تجددت الاشتباكات مرة أخرى بشارع محمد محمود، بعد توقف ساعات، حيث قام المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة على قوات الأمن المتواجدة داخل المدرسة. وفى الساعة الثامنة، قامت قوات الأمن بالانسحاب من شارع قصر العينى، حيث تمركزوا فى محيط مجلس الوزراء ومجلس الشعب، فيما تواجد عدد آخر من قوات الأمن خلف الجدار الخرسانى لمدخل شارع الشيخ ريحان الواصل بشارع قصر العينى. وفى الوقت ذاته، انخفضت أعداد المتظاهرين، وعادت الحياة لطبيعتها داخل الميدان، حيث تسير حركة المرور بشكل طبيعى دون أى تكدس أو توقف باستثناء شارع قصر العينى الذى توقفت فيه حركة المرور من أمام مجلس الشورى، بعد أن وضع المتظاهرون الحواجز الحديدية وتحويل مسار السيارات إلى شارع كورنيش النيل عبر شارع التعاون.