من الخزي والعار أن يستغل حادث أسيوط المروع استغلالا أحمق .. فيتم المتاجرة بدماء الأطفال من أجل ترويج سياسي .. أو تصفية للحسابات .. أو الانتقام من المخالف. .. فليتحمل كل منا مسئوليته تجاه هذا الحادث الأليم .. .. فالرئيس وحكومته عليهم العبء الأكبر من تحمل المسئولية باتخاذ قرارات إصلاحية قوية وفورية لذلك القطاع الذي عج بالفساد إلى النخاع أعني قطاع السكك الحديدية .. .. لست متخصصا لكي أقدم اقتراحات إصلاحية .. ولكن المتخصصين في مصر بالمئات .. فأين مشاريعكم أيها المتخصصون؟!! .. والأحزاب السياسية المعارضة .. بدلا من الجعجعة ومحاولة نيل مكاسب سياسية من ذلك الحدث ..ويغتنموه باعتباره غنيمة باردة .. أقول لهم: احتضنوا مصر وأحزانها أيها العقلاء .. وقدموا خطوات إصلاحية حقيقية .. فلم يربح الناس منكم إلا الكلام إلى الآن. انزلوا إلى الشارع وغيروا الواقع الأليم بالفعل والعمل إن أردتم ترويجا حقيقيا لسياساتكم. .. أما الشعب الأبي..الحارس الأمين .. شعب مصر الحر .. فعليك دور إصلاحي ولا شك .. .. ومن ذلك على سبيل المثال أننا نعلم أن كل مدينة أو قرية يمر فيها مزلقان قطار يوجد على رأسها رجل أعمال أو مهندس أو تاجر ثري .. يبنون المساجد ويسهمون في علاج المرضى .. أفلا اتجهتم أيها المخلصون إلى الوقاية التي هي خير من العلاج. .. فلو أن كل واحد منكم تبنى مشروعا وقائيا إصلاحيا لشوارعنا وطرقنا ومزلقانات القطارات .. لتفادينا كثيرا من الكوارث. .. ووالله إني لأجد حماية أرواح المسلمين هي أعظم من بناء المساجد .. فقد نظر ابن عمر إلى "الكعبة" يوما قائلا لها: (ما أعظمك وما أشد حرمتك، ووالله للمسلم أشد حرمة عند الله منك). .. [[[ هذه مسئولية الحكومة!!!! ]]] أعرف أن هذا رد البعض .. .. لكن ما التعارض؟!! ..مسئولية الحكومة علاج المرضى .. ومع ذلك نتصدق على المرضى ونساعدهم .. ومسئولية الحكومة محاربة البطالة والفقر .. ومع ذلك نعطي الفقراء .. ولو أن هذه الأمور هي مسئولية الحكومة وغير مطلوب من الأفراد المساهمة في حلها .. فما فائدة أن يحث الله المسلم في عشرات الآيات على التصدق ونفع المجتمع بماله؟!! .. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من شُعب الإيمان (إماطة الأذى عن الطريق.. أليست هذه مسئولية الحكومة؟؟!! بلى .. لكن ما التعارض أن أتحمل شيئا من ذلك طواعية من غير أن يجبرني أحد طمعا في الأجر من الله؟!! .. .. وقد دخل رجل الجنة في غصن شوك أزاحه عن طريق المسلمين حتى لا يؤذيهم. .. فهذا باب من الخير مفتوح لكل فرد .. وليس للحكومة فقط .. والتي لا أعفيها ولا يعفيها أي عاقل من تلك المسئولية.. .. فهلموا إلى إصلاح المجتمع .. بالكلمة الطيبة .. والفعل البناء .. والفكرة السديدة .. والرأي الرشيد .. والكد والجهد والبذل والعطاء. .. اللهم احفظ مصر وشعبها وأبناءها من كل مكروه يا أرحم الراحمين. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]