شن عدد من القوى الثورية هجومًا حادًا على أداء الرئيس محمد مرسى, مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، مؤكدين أنه لم يلتزم بتحقيق أى من وعوده الانتخابية, وأنهم أدركوا أن مرسى قد استغلهم لكسب معركته ضد المجلس العسكرى, وأنهم يشعرون بخيبة أمل, خاصة أنه لا فرق بين مرسى وشفيق وأنهم باتوا يشعرون أن هدف الرئيس والحكومة إجهاض الثورة خاصة بعد تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمة الأمنية والمالية, واستكمال مسلسل براءة قتلة الثوار, وبراءة متهمى موقعة الجمل, وترقية قيادات الشرطة المتورطين فى قتل الثوار, وعدم إعادة محاكمة رموز النظام السابق كما وعد الرئيس، محذرين من ثورة جديدة إذا استمر الرئيس فى اتباع نفس السياسات التى وصفوها بالفاشلة. وقال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي: إن الثوار يشعرون بخيبة أمل لأنهم أدركوا أنه لا فرق بين مرشحى الفلول ومرشح الإخوان، وأن كل ما كان يخشى الثوار من أن يفعله الفريق أحمد شفيق إذا وصل إلى الحكم فعله الرئيس مرسى، مؤكدا أن لسان حال الثوار الآن "ما فيش حاجة كنا خايفين شفيق يعملها ومرسى ما عملهاش"، منتقدا ترقية قيادات الشرطة المتهمين بقتل الثوار الذي وصفه بأنه كان بمثابة "ضربة قاسمة للثورة". وأضاف أن عدم إعادة محاكمة رموز النظام السابق كما وعد الرئيس، يؤكد أنه يدير اتفاقات سرية لحماية النظام البائد، مؤكدا أن الشعب كله أصبح غير راضٍ تماما عن أداء الرئيس وحكومته، متهما الحكومة بأنها لم تقدم أى جديد سواء على المستوى الاقتصادى أو الأمنى والاجتماعى، بل إن الأزمات زادت منذ توليها، منددا بقرار غلق المحال التجارية مبكرا، معتبرا أنه "حظر تجوال على الشعب كله بطريقة مقننة". وأشار الشريف إلى أن شعار الثوار فى الذكرى الثانية للثورة سيكون نفس شعار الثورة منذ اللحظة الأولى لها وهو "الشعب يريد إسقاط النظام". وقال محمد بدر عضو حركة 6 إبريل إن الثوار أدركوا أن مرسى والإخوان قد استغلوهم لكسب دعمهم فى الانتخابات من خلال وعود وهمية لم يتم تنفيذ أى شيء منها، معتبرا أن حكومة الدكتور هشام قنديل تسير على نفس خطى وسياسات العهد السابق, مؤكدا أن الثورة مستمرة حتى تستكمل أهدافها وأنهم لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام محاولات إجهاض الثورة وإهدار دم الشهداء ومكافأة قتلة الثوار، مشددا على أنهم سيتحركون فى مختلف الاتجاهات وسيتصدون لأى محاولة لإجهاض الثورة، وأن مطلبهم الأساسى الآن هو إقالة حكومة قنديل. واتهم تامر القاضى، المتحدث الإعلامى لاتحاد شباب الثورة، جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة بتدمير البلد من خلال تكويشهم على السلطة، واصفا الرئيس بأنه خدع الشعب بمشروع ورقى ليس له أى وجود حقيقى, حتى أصبح الشعب حاليا غير راضٍ عن وجود حكومة قنديل ولا عن أداء الرئيس، مؤكدا أن هناك أزمة ثقة صنعها الرئيس بسبب عدم التزامه بتحقيق وعوده وتراجعه المستمر فى معظم قراراته، علاوة على أنه لم يغير أى شيء سواء على المستوى السياسى أو الخدمى، فالقضاء والشرطة كما هى وأزمة المياه والكهرباء والنظافة والمرور لم تتغير، بل زادت الأزمات وتدهورت الأوضاع. وحذر القاضى من استمرار مرسى فى اتباع نفس النهج والسياسات التى وصفها بالفاشلة التى ستؤدى إلى ثورة جديدة ستقضى على البلاد. وعبر محمد عبد العزيز منسق لجنة الشباب بحركة كفاية عن استيائه الشديد من الأوضاع فى مصر متهما الرئيس وجماعة الإخوان بالتسبب فى تفاقم الأزمات بسبب الاهتمام والانشغال بالسلطة والمناصب وإهمال مصالح الوطن, مؤكدا أن الرئيس لم يفِ بوعوده التى وصفها بأنها أكذوبة انتخابية لحشد أكبر عدد من الأصوات والتى كان أبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور, وإعادة الأمن وشراكة الثوار فى الحكم, واتخاذ قرارات ثورية تسير فى اتجاه استكمال الثورة وليس تدميرها. وأكد عبد العزيز أن الثورة مستمرة ودماء الشهداء لن تذهب هدرا، مشيرا إلى أنهم سيحتفلون بالذكرى الثانية للثورة برفع مطالبهم بعزل حكومة قنديل وإقالة النائب العام, ورفضهم أخونة الدولة والسيطرة على الدستور الجديد من قبل تيار بعينه.