أبدى الأسواني تفاؤله بالمستقبل؛ لأن الثورات لا تُهزم، لأن الثورة تعني سقوط حاجز الخوف وتغيير الطبيعة الإنسانية، فلا يمكن أن تعود للوراء، وهذا ما لا يفهمه من يرغب في إعادة الشعب إلى الوراء، ولكنه أكد وجود روح جديدة تسري في الشعب المصري؛ جاء ذلك في حواره الليلة مع برنامج "التحرير اليوم" على قناة التحرير. وأكد الأسواني أيضا أن الثورات التي تم التآمر عليها عبر التاريخ تعطلت ولكنها في نهاية الطريق وصلت لأهدافها، والثورة المصرية من ضمن هذه الثورات؛ لأنها تعطّلت لعام كامل دون الوصول إلى شيء، متهما المجلس العسكري بأنه استمات من أجل الحفاظ على النظام القديم باستثناء محاكمة مبارك وأعوانه محاكمة بين قوسين، متسائلا: لماذا لم تتم إعادة هيكلة وزارة الداخلية؟ ولماذا لم يتم التخلص من العناصر التي تدين بالولاء للنظام القديم؟ واعتبر الأديب العالمي أن ما يحدث هو شيء متوقع؛ معتبرا أن المرض معروف والدواء أيضا معروف ولكن الطبيب لا يريد أن يكتبه، فكل المعلومات موجودة ومتاحة، وهناك خبراء حذّروا كثيرا من الاعتماد على وزارة الداخلية بوضعها الحالي، مستشهدا بعدم تحرك أحد لتجميد أرصدة مبارك ورجاله بالخارج، وأكد أن ترك النظام السابق حرا يؤدي إلى شراسته بصورة أكبر، مستدلا بما يحدث هذه الأيام كمثال لهذه الشراسة. ويرى الأسواني أن كل ما يحدث اليوم قد حدث من قبل على مدار العام الماضي؛ لأن المخطِّط لا يملك الكثير في جعبته، مؤكدا أن تصعيد الأحداث هو ردّ فعل لما حدث في الذكرى الأولى للثورة؛ لأن نظام مبارك عمل وصفات كثيرة لإجهاض الثورة المصرية؛ من انفلات أمني، وأزمات في البنرين والغاز، واللعب بالاقتصاد الذي يملك مفاتيحه النظام السابق، ورغم كل ذلك نزل الناس يوم 25 يناير، ليؤكدوا أنهم ما زالوا مخلصين للثورة؛ فالشعب المصري يفهم كل شيء، ويدرك حقيقة الأوضاع من حوله، هذا شكّل لطمة قاسية للمتآمرين على الثورة وبالتالي خرجوا بهذه الشراسة.. وأكد خطورة تسليم السلطة على أنصار الثورة المضادة؛ لأنها تعني محاكمة الداخلية ومحاسبة مبارك والمسئولين السابقين بحق، ولهذا حاولوا إسقاط البلاد في موجة فوضى جديدة.. مؤكدا فشل كل محاولات إجهاض الثورة في مصر.. وطالب البرلمان بأن يكون على مستوى اللحظة الحالية وأن يتسق مع الأحداث، مؤكدا أن تركيبة المجلس الحالية تستوجب الضغط عليه؛ حتى يتبنى خيار الشعب ولا يُفتح الباب لصفقات وتدابير سرية، واعترض على عدم سحب الثقة من الحكومة بعد الأحداث القاسية التي حدثت، وهو عرف عالمي في مثل هذا الموقف، وكان يجب عمل قرارات قوية مثل إقالة النائب العام، واتخاذ تدابير لتسلم السلطة من المجلس العسكري بالتدريج، مؤكدا أنه شعر بأن الإخوان في البرلمان وضعوا سقفا بألا يهان رئيس بالوزراء، وأن تُصب الاتهامات كلها على وزير الداخلية، مبديا أسفه؛ لأن هذا التوجه أدى في النهاية إلى انخفاض السقف.. وأبدى استياءه من تصريحات قادة الإخوان بخصوص الأحداث؛ مثل تصريح الدكتور محمد جمال حشمت -النائب البرلماني والقيادي الإخواني- بأن قتلى الشباب الموجودين أمام مقر وزارة الداخلية ليسوا شهداء، مؤكدا وجود حالة من التكتيك في تصريحات الإخوان، وحالة من بالونات الاختبار؛ لمعرفة ميول الرأي العام، وبخصوص البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان أكد أنه لا يليق بجماعة الإخوان المسلمين إصدار بيان بهذا الشكل؛ لأن هذه اللغة كثيرا ما عانى منها الإخوان المسلمون أنفسهم؛ لأن أسلوبهم اليوم كان نفس أسلوب تعامل الأجهزة الأمنية معهم قبل الثورة.. ويرى الأسواني أن الإخوان المسلمين ليسوا كتلة واحدة، مؤكدا وجود فصيل كبير لديه خطاب سياسي أكثر استقامة من بعض الفصائل الإخوانية الأخرى، ولديهم تواصل أكبر مع الثورة والثوار، متأسفا على تحوّل الإخوان إلى جنود أمن مركزي أمام مجلس الشعب؛ بحسب وصفه. وعن رؤيته لبيان المجلس العسكري الأخير الداعي إلى الابتعاد عن مقر وزارة الداخلية أبدى الأسواني أسفه من أن المجلس العسكري مستمر في تبني رؤية مبارك للأحداث، وإلقاء التهم على الآخرين، في حين أن مهمته هي الإجابة عن هذه الأسئلة ومحاسبة المسئولين. وعاد الأسواني إلى نفس التفاؤل الذي بدأ به حديثه؛ مؤكدا أن الثورة تنتصر ولن تُكسر ارادة الشعب المصري مهما حدث، وأن النائب العام يدرس نقل مبارك لمستشفى سجن طره، ومن المحتمل أيضا تقديم موعد انتخابات الرئاسة، مؤكدا أن الأمل حاليا في مجلس الشعب؛ فهو القادر على تغيير الوضع الحالي.