دائمًا ما ينحازالتاريخ لصالح الترجي التونسي عندما يواجه الأهلي في الثمان مواجهات الإفريقية التى حدثت بين الفريقين منذ بداية الألفية الجديدة, فمن خلال مراجعتي لتاريخ مواجهات الفريقين فإن العملاق التونسي يتفوق على الشياطين الحمر في عدد الانتصارات حيث فاز في 3 مباريات بينما فاز الأهلي في مباراتين وكان التعادل سيد خمس مباريات, فقد كانت البداية بالتعادل السلبي في المباراة الأولى بنصف نهائي المسابقة لنسخة 2001 قبل أن يتأهل الأهلي بعد التعادل في مصر بهدف لهدف سجله سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الحالي بالنادي الأحمر. أما أول انتصار للأهلي فكان في نسخة 2007 بدوري المجموعات بثلاثة أهداف نظيفة قبل أن يحقق الترجي فوزه الأول في مباراة العودة بهدف نظيف وبعد ثلاث سنوات عاد الأهلي ليكرم ضيفه التونسي في نسخة 2010 بهدفين مقابل هدف قبل أن ينتقم مايكل إينرامو للترجي بتسجيل هدف بيده في تونس من خلال مباراة العودة التي انتهت لصالح نجوم الترجي ليودع الشياطين البطولة ثم واصل الترجي تفوقه على الأهلي بنسخة 2011 بالفوز عليه بدوري المجموعات بهدف دون رد في مباراة الذهاب قبل أن تتحكم نتيجة التعادل بهدف لكل فريق في مباراة العودة وكذلك تعود نفس هذه النتيجة للتحكم في مباراة الذهاب الأحد قبل الماضي. لعبة كرة القدم دائمًا ما تخرج عن النص ولا تعترف بالتاريخ لذلك فالأهلي يسعى هذا العام لقلب موازين التاريخ ولعل دوافع الأهلي لاقتناص لقب دوري أبطال إفريقيا كثيرة, منها على سبيل المثال إهداء لقب البطولة لصالح ضحايا مجزرة بورسعيد وهذا ما يريده نجوم القلعة الحمراء بإحراز الكأس رافعين شعار "سنحضره من أجلهم", وكذلك فوز الشياطين الحمر باللقب الإفريقي يمنحهم الوصول لكأس العالم للأندية للمرة الرابعة وهو إنجاز تاريخي غير مسبوق لأيّ نادٍ, وأيضًا ليوسع الأهلي تصدره عن الزمالك بلقبين من حيث حصد البطولة على مدار تاريخها إذ سيرفع الأهلي رصيده إلى سبع بطولات ويتبعه الزمالك صاحب الخمس بطولات, وأخيرًا وليس آخرًا إن هذه البطولة ستكون البطولة الإفريقية الأولى في تاريخ حسام البدري مع الشياطين الحمر حيث فشل البدري في التتويج بالبطولة بعد السقوط في نسخة 2009 أمام الترجي بسبب تدخلات الحكم من أجل ذهاب اللقب لصالح الترجي بالنسخة الأخيرة. الخلاصة هي أن الأهلي يجب عليه أن يكون حذرًا من بداية اللقاء وعلى حسام البدري أن يحسن انتقاء تشكيل المباراة وأن يجهز لاعبيه المدافعين على كيفية مواجهة الركلات الثابتة, لأن كثافة فرص التسجيل من ضربات ثابتة للتوانسة ستكون أكبر في رادس ولابد من مضاعفة تدريب المدافعين بشكل فرديّ على المراقبة رجل لرجل من أجل الحد من خطورة "الكاميروني نيانج" وكذلك يوسف المساكني في حالة عودته. الأهلي عانى من مشكلة في اللياقة الذهنية أمام الترجي في الذهاب وليس اللياقة البدنية، ربما شعرنا بأن الأهلي انخفض بدنيًا بعد هدف الترجي وسيطر الارتباك على أدائه ولكن أثبت استفاقة الأهلي بعد ذلك وضغطه على بطل تونس في نهاية المباراة أن الأمر يتعلق بذهن اللاعبين وليس بحالتهم البدنية لذلك يجب على لاعبي الأهلي أن يظهروا ثباتًا ذهنيًا في المباراة مهما تعرضوا للضغوطات حتى لو كانت هدفًا مبكرًا فالأهلي يكفيه فقط أن يسجل هدفًا في حالة الحفاظ على نظافة شباكه، كما أن تسجيله لهدف حتى مع استقباله لمثله سيعيد الأمور لنقطة البداية، فالارتباك والتوتر ليس لهما أيّ مبرر وبالتأكيد الجميع يتذكر أن هدف التتويج في 2006 جاء في الوقت بدل الضائع بعد الدقيقة 90, لذا فعلى لاعبي الأهلي أن يضعوا نصب أعينيهم أن الصبر مفتاح الفوز باللقب من أجل إهدائه لضحايا مجزرة بورسعيد.