"الجبهة السلفية": نسبتهم 90% من أعداد السلفيين ونسعى لضمهم.. و"الفضيلة والأصالة" يدرسان الاندماج جاءت مليونية الشريعة الإسلامية التى أبرزت بقوة تيارًا داخل أروقة التيار السلفى فيما سماه البعض سلفية "التيار الثالث" أو "السلفية السائلة"، لتشعل صراعًا داخل الأحزاب السلفية على الفوز بولائها خلال المرحلة المقبلة، ففى الوقت الذى يترنح فيه حزب "النور" السلفى أكبر الأحزاب السلفية فى صراعاته، ظهر حزب "الشعب" الذراع السياسية للجبهة السلفية، ثم حزب "الأمة المصرية" بقيادة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وهو ما دفع حزب "النور" لأن يطوى خلافاته سريعًا ويشكل لجانًا فى جميع المحافظات من أجل التواصل مع هؤلاء السلفيين وضمان ولائهم، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية يستقطب فيها هؤلاء مع توضيح وجهات نظره فى القضايا الخلافية حتى لا يخسر بها أتباعه ومحبيه. وقال الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمى للجبهة السلفية إن أعداد ما سماها "السلفية السائلة" أو ما نسميه سلفية الطرف الثالث، تمثل ما نسبته 90% من أعداد السلفيين فى مصر، وهو ما يركز عليه الذراع السياسية للجبهة السلفية حزب الشعب، مشددًا على أنه بالفعل انضمت أعداد كبيرة للحزب فى المحافظات المختلفة ليسوا من أبناء الجبهة السلفية ولكنهم مقتنعون بأدائها وفكرها، وهو ما تراه عليه الجبهة والحزب فى الانتخابات المقبلة. وتابع سعيد فى تصريحات ل"المصريون": إن من يكسب هؤلاء السلفيين لصفه فإنه سيكون فارس الأحزاب السلفية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن التعددية الحزبية داخل التيار السلفى ليس عيبًا بل يزيدها قوة ويضيف إليها رقما جديدًا فى العمل السياسي، وأى مكسب لأى من الأحزاب هو مكسب للتيار والإسلاميين ككل. وأشار إلى أن الجبهة لم تنشئ الحزب، كما يدعى البعض، بسبب الصراعات داخل بعض الأحزاب السلفية أو ضعفها أو أخطائها، ولكن الجبهة كانت تعتزم إنشاء الحزب من أيام الثورة ولكنها أجلت الفكرة قليلا، متمنيًا أن تكون الأحزاب السلفية جميعًا قوية وفاعلة فى الشارع السياسى وقريبة من الناس، مشددًا على أن الحزب والجبهة يكملان بعض التقصير الذى فات من بعض الأحزاب السلفية. من ناحيته، قال الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمى لحزب النور إن حزبه لم يفقد كما يقول البعض أتباعه فى المحافظات فهذه دعوات للنيل من شعبية أكبر الأحزاب السلفية فى الشارع حتى يتأثر فى الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن أتباع وأبناء الحزب فى المحافظات المختلفة فى ازدياد مستمر، ولم يحدث أى اعتراض على قرارات وأداء الحزب خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن الحزب كثف جهوده خلال الفترة الأخيرة فى عدد من المحافظات من أجل نقل توجهاته للدستور الجديد وآرائه من خلال حملة "الشريعة والدستور"، وعقد عدة لقاءات ودورات مع أبناء التيار السلفى والحزب والدعوة السلفية ككل. ورفض المتحدث باسم حزب النور مصطلح "الطرف الثالث"، وقال إن الدعوة السلفية هى أكبر تيار سلفى فى مصر ويمثل أكثر 80% من عدد السلفيين فى مصر وحزب النور هو الذراع السياسية للدعوة ويحتفظ بولاء أتباعه وأبنائه فى المحافظات المختلفة. على الصعيد نفسه، علمت "المصريون" من مصادر موثوقة، أن حزبى الفضيلة والأصالة يفكران بشكل جدى الآن فى الاندماج فى حزب واحد لزيادة وزنهم بين الأحزاب السلفية التى بدأت تستقطب أعدادًا كبيرة من أبناء التيار السلفى فى المحافظات والمعروفون بال"الطرف التالت"، غير أن حزب الأصالة لم يبد ارتياحه للاندماج، لكنه لم يمانع من التفكير خلال الفترة المقبلة، وسوف يحسمان أمرهما فى الاندماج من عدمه قبل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة. يأتى هذا فى الوقت الذى التف حول الشيخ حازم أبوإسماعيل عشرات الآلاف من السلفيين، المؤمنين بفكره والمتحمسين لتطبيق الشريعة، بالإضافة إلى أن الأحداث التى شهدها حزب النور مؤخرا جعل أنصاره يزدادون خلفه فى جميع المحافظات.