نجحت المشاورات بين القوى الإسلامية داخل الجمعية التأسيسية، وفى مقدمتهم الإخوان المسلمون والسلفيون فى الوصول لتسوية حول المادة الثانية حيث أقرت الجمعية التأسيسية الصياغة المتفق عليها بين القوى الوطنية غير أنه أضيف نص جديد لهذا الباب يتضمن تفسيرًا لكلمة مبادئ على أنها الأدلة الكلية والقواعد الأصولية الكلية للشريعة الإسلامية بشكل بدد مخاوف السلفيين من استخدام كلمة مبادئ لتفريغ المادة الثانية من مضمونها. وكشف الدكتور يونس مخيون عضو الجمعية، إنه تم التوافق نهائيًا على المادة الثانية والتى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، مشيرًا إلى أنه تمت إضافة مادة جديدة تتضمن تفسير كلمة مبادئ، تنص على أن "المبادئ" تشمل الأدلة الكلية والقواعد الأصولية والفقهية، ومصادرها من المذاهب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة. ولفت مخيون إلى أن هاتين المادتين حظيتا على موافقة القوى السياسية والأزهر الشريف والكنيسة، لافتاً إلى عقد تلك القوى اجتماعاً عقب انتهاء جلسة اليوم، لحسم المواد الخلافية بباب الحقوق والحريات، وبالتحديد المادة 68 المتعلقة بالمساواة بين المرأة والرجل، بما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية. وقد اعتبرت مصادر مطلعة أن إضافة مادة جديدة لهذا الباب يفسر كلمة مبادئ جاء استجابة من جانب الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لمطالب السلفيين والجماعات الجهادية والتى لوحت بحشد الناخبين ضد الدستور وهو ما أشعل مخاوف داخل الجماعة والتأسيسية من إمكانية عدم تمرير الدستور من خلال الاستفتاء الشعبى غير أن هذا واجه معارضة من المهندس على عبد الفتاح عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة حيث نفى تراجع الإخوان وحزبها عن النص فى ديباجته الأولى، مشيرًا إلى المادة الثانية ظهرت فى المسودة الأولى مخالفة لما توافقت عليه القوى الوطنية والإسلامية داخل التأسيسية حول إضافة مادة جديدة تفسر كلمة مبادئ. واعتبر أن دفاع بعض القوى الإسلامية عن الشريعة الإسلامية يعد حقاً أصيلاً لهذه القوى الرافضة لأى مساس بهوية البلاد الإسلامية والعربية. وقد زادت موافقة التأسيسية على إضافة تعريف محدد لكلمة مبادئ من الشكوك حول مليونية نصرة الشريعة التى دعت إليها بعض القوى الإسلامية ومن بينها الجماعة الإسلامية والجبهة السلفية واللتان دشنتا مع 15حزباً وحركة سياسية ائتلاف الدفاع عن الشريعة، لاسيما أن تعريف كلمة مبادئ يحظى بدعم هذه القوى. ويرى الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، أن موقف هذا الائتلاف من الدعوة لجمعة نصرة الشريعة سيحدد بعد جلسة الاستماع التى ستخصصها الجمعية التأسيسية لائتلاف لعرض مبادئه الرابعة التى تسير فى إطار الحفاظ على هوية مصر الإسلامية.