رفض السلفيون اتهامهم بأنهم يؤرقون الربيع العربي، وأنهم سبب عدة أزمات في محيط البلاد العربية بما يفتعلونه من أزمات تجاه قضايا تخص الرأى العام، متهمين العلمانيين بأنهم السبب الرئيسي في إثارة هذه القضايا، وأنهم ينسجون خيوط مؤامرة ضد التيار السلفي، مشددين على أن التيار السلفي لم يسبق له أن أحدث فتنة أو عطل إنتاج أو طالب بتعديل المادة الثانية للدستور بالإضافة إلى أنه لا يمتلك وسائل إعلام، فى حين أن العلمانيين يستخدمون الإعلام لصالحهم ويشنون من خلاله حروبًا على الإسلاميين والتيار السلفي على وجه الخصوص. وطالب السلفيون من وسائل الإعلام عدم المزايدة عليهم وتحرى المهنية والدقة في النقل عنهم أو التحدث عن منهجهم وأدائهم في العمل السياسي. وقال الدكتور محمد نور المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" إن هناك مخططاً ومؤامرة محبوكة المعالم بدأت إبان الثورة مباشرة هدفها تعطيل مسار الثورة، وكانت المؤامرة قائمة على شقين الأول مناقشة الشكليات وثانيًا مناقشة الثوابت من أجل إلهاء المجتمع وإشغاله عن هدفه الأساسى. وأشار إلى أن المخطط والمؤامرة التى تم تشكيلها كان هدفها أيضًا النيل من التيار السلفي وتم تصويرهم على أنهم يؤرقون المجتمع بالأزمات والمشكلات على الرغم أن التيار السلفي لم يثوروا أى قضية من قضايا الثوابت ولكن الليبراليين والعلمانيين هم من قاموا بذلك، فهم الذين هددوا بتغيير المادة الثانية. ونوه إلى أن الليبراليين والعلمانيين هم الذين يمتلكون الإعلام وليس السلفيون وهم الذين صنعوا حكايات وقصص ضد السلفيين، فاخترعوا ما سمى "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" وعلى الرغم من أنهم يعرفون حقيقتها صنعوا منها رواية سموها السلفيين، وذلك يدخل ضمن مسلسل تعطيل الربيع العربي، موجهًا حديثه للعلمانيين: "لا تأتى لبيتى وتشعل النار فيه ثم تعاتبني أنى أطفيه". ووافقه الرأى الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي للجبهة السلفية، مؤكدًا أن هناك مَن ينسج خيوط الحرب على السلفيين بادعاء أنهم يثيرون أزمات في بلاد الربيع العربي، مشيرًا إلى أن التيار السلفي شريك ثورى وفاعل أساسي في ثورات الربيع العربي ولم يُحدث أزمات جمة في مصر، وكل القوى السياسية تعرف جيدًا موقف التيار السلفي من الثورة وتماسكهم بالمواقف لحمايتها. وأشار سعيد إلى أن هناك من التيارات المدنية وليس كلهم يكره أن يأتى الإسلاميون عامة والتيار السلفي خاصة إلى سُدة الحكم أو أن يتولى قيادة البلد أو الفوز في البرلمان وهو يدافع عن ذلك حتى لو كلفه ذلك التعاون مع النظام السابق، مطالبًا هؤلاء بتفضيل المصلحة وتجنب الخلافات الأيديولوجية، فلن تنجح الثورة وتعبر البلاد محنتها إلا إذا تكرر مشهد ميدان التحرير مرة أخرى أيام الثورة والمتمثل في تلاحم الجميع في وجه الفساد والاستبداد والظلم مع نسيان الخلافات الأيديولوجية. وقال الشيخ شعبان درويش، عضو الجمعية التأسيسية للدستور والقيادى بالدعوة السلفية، إن محاولات توريط التيار السلفي في كوارث المجتمع أصبحت موضة قديمة لأن المجتمع عرف من يعمل من أجل الوطن ومن يعمل من أجل مصالح شخصية يتنازل من أجلها عن مبادئه وعن أخلاق المسلمين فيقوم بتلفيق التهم والافتراء على الناس. وأشار درويش إلى أن التيار الإسلامي بشكل عام مكروه من قبل العلمانيين لأنهم لا يريدون مرجعيات إسلامية تحكم ولا يريدون لشرع الله أن يسود وينفقون من أجل ذلك الملايين من خلال إعلامهم الذي أصبح مفضوحًا أمام الجميع، مطالبًا وسائل الإعلام تحرى الدقة والمهنية وتحكيم الضمير، في النقل عن التيار السلفي أو التحدث عنه، وعدم السير وراء أهواء بعض الأشخاص لأن الأشخاص تذهب ويبقى التاريخ والحدث. وأوضح أنه مع كل ما يفعله الإعلام ضد التيار السلفي فما زال بفضل الله حبنا يملأ الشارع والشعب يؤمنا على الحياة السياسية، والدليل أنهم قبيل انتخابات الشورى الماضية أعلنوا حبا ممنهجًا في وسائل الإعلام على الإسلاميين بإلصاق بهم "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" وغيرها ولكن كانت النتيجة أن الأغلبية إسلامية بفضل الله وهو ما يؤكد أن كل ما يحيكونه لنا مصيره الفشل.