استبعد الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد إمكانية أن تكرر الحكومة مع حزب الغد ما سبق وفعلته مع حزب العمل ، وأن تدخله نفق التجميد المظلم ، مشيرا إلى أن الظرف مختلفة جملة وتفصيلا كما أن النظام ليس من القوة لاتخاذ قرار مماثل في هذا التوقيت فما يصلح مع بعض الناس لا يصلح للتعميم مع غيرهم. وأتهم نور جهات أمنية بالوقوف وراء خروج بعض أعضاء الحزب على القيادة الشرعية معتبرا ما يحدث حاليا حلقة من حلقات الصراع بينه وبين النظام المستبد على حد تعبيره . وقلل رئيس حزب الغد في تصريحات ل"المصريون" من أهمية التسريبات التي تتحدث عن أن رفضه القبول بحل وسط مع النظام هو سبب ما يحدث من اضطرابات سياسية داخل الحزب ، مشيرا إلى أن النظام يبذل قصارى جهده لإبعاد الحزب عن الساحة السياسية نتيجة الأرضية الكبيرة التي أكتسبها خلال انتخابات الرئاسة ، وهو ما فشلت في تحقيقه أحزاب عريقة ، معتبرا أن إبعاد الحزب عن الانتخابات البرلمانية وإرباك خططه يقف في مقدمة أهداف الحملة الحكومية على الحزب. وأشار نور إلى أن الهيئة العليا للحزب سوف تجتمع اليوم لبحث مصير أعضاء الحزب والهيئة الذين خرجوا عن الشرعية وإمكانية فصلهم مشددا على أن الجمعية العمومية التي دعا لعقدها يوم 25 من الشهر الحالي سوف تعقد في موعدها للبحث في مجمل الأوضاع داخل الحزب. ونفى نور أن يكون دكتاتوريته ورغبته في الهيمنة على الحزب ، كما يدعي خصومه ، هي سبب الأزمة ، لافتا إلى أن حزب الغد ضرب المثل للأحزاب في الديمقراطية والطابع المؤسسي ، فالقرار داخل الحزب يتخذ بعد حوار طويل وتصويت ، متسائلا : لماذا أنشق هؤلاء في هذا التوقيت فإذا كانت اعتراضاتهم على الأوضاع داخل الحزب فلماذا تأخروا في إبداء تذمرهم. وحول ما يتردد عن تلقيه تطمينات أمريكية باستمرار دوره في الحياة السياسية ، نفى نور نفيا قاطعا أي علاقة له بالأمريكان أو حتى وجود أي اتصالات معهم مشيرا إلى أن حزبه كيان وطني ملتزم بالثوابت الوطنية ولا يتلقى أي دعم خارجي أو يراهن على مساندة قوى أجنبية. ولفت نور إلى أن تصريحاته الخاصة باستمرار مساعيه لفرض الإصلاح على النظام وإعلانه أن معركته القادمة مع جمال مبارك هي التي عجلت بالصدام مع النظام غير أنه أكد أن هذه هي أحد أسباب الصراع وليس كلها. من جانبه ، أبقى رجب هلال حميدة وكيل الحزب ، واحد قادة الانقلاب على نور ، الباب مفتوحا أمام إمكانية الوصول إلى حل وسط يجنب الحزب التجميد أو الدخول في نفق مظلم ، واعتبر أن الحلول الودية لازالت مطروحة لحل أزمة حزب الغد ليبقى حزبا قويا وعملاقا . وأوضح حميدة ل"المصريون" أن التصعيد في الحزب سببه عدم وجود وحدة فكرية بين أعضائه ومن ثم هناك وجهات نظر مختلفة حول العديد من القضايا ، حيث ينقسم الحزب إلى فريقين كل له ثقافته المختلفة والمتباينة عن الفريق الأخر ولكن أعضاء الحزب تعهدوا قبل مشاركة الدكتور نور في الانتخابات الرئاسية على إشاعة الهدوء داخل الحزب وإظهاره بالتناسق الحزبي والالتزام ببرنامجه ومبادئه . ولفت حميدة إلى أنه وعقب انتهاء الانتخابات طفت هذه الخلافات على السطح نتيجة لتراكمات نفسية وساعد على إشعال هذه الخلافات بعض الأشخاص الباحثون عن دور داخل الحزب أو المشتغلين بالعمل السياسي حديثا وليست لهم أي خبرة بالعمل الحزبي.