رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تغير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية بعد الربيع العربي، ولا سيما تلك التي شهدت صعود التيارات الدينية إلى الحكم. واعتبرت الصحيفة في مستهل تعليقها -الذي أوردته في نسختها الإلكترونية اليوم الاثنين- أن التغيير الجذري الأكبر الذي شهدته السياسة الأمريكية الخارجية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان من نصيب مصر، ولاسيما بعد بروز التيارات الإسلامية على السطح ووصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم . ولفتت الصحيفة إلى أن السلفيين -الأكثر تشددا من الإخوان- أصبحوا قادرين على زيارة الولاياتالمتحدة التي تتبنى نظرية الاحتواء بدلا من الإقصاء، رغم تأكد واشنطن من استحالة الاتفاق مع هؤلاء السلفيين بشأن أمور معينة، كحقوق المرأة، على سبيل المثال، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة استبعاد إقامة علاقات نفعية متبادلة معهم. ورصدت الصحيفة الأمريكية التحول الدرامي في السياسة الأمريكية تجاه التيارات الدينية في مصر، بالإشارة إلى الدعم الكامل الذي كانت توليه الولاياتالمتحدة للرئيس السابق حسني مبارك في حملته التي لم تعرف المهادنة ضد الإخوان، حينما كان السجن بالنسبة لهم أمرا عاديا، لافتة إلى أن السلفيين باتوا في الوقت الراهن يحتلون مساحة التفكير الاستراتيجية التي كانت مخصصة في السابق لجماعة للإخوان من قبل واشنطن. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة خبرت قمع الشرق الأوسط باسم الاستقرار لعقود وعقود، ولم تجن من هذا القمع غير زيادة تطرف شعوب محبطة طالما كانت تئن تحت وطأة طغيان حكامها، مرجحة أن تعمد واشنطن إلى سياسة التعاون مع التيار الديني لا سيما أنه صعد إلى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة، لكن إذا لم يتمكن في المستقبل من تكرار الفوز، فسيتم عندئذ إقصاؤه من جديد. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن واشنطن بتغيير سياستها على هذا النحو مع مصر التي تمثل نسبة 25 بالمئة من العرب، تكون قد بدأت أخيرا التعامل مع العالم العربي كما هو في الحقيقة، كحل مستقبلي وحيد.