تناولت صحف امريكية وبريطانية المشهد الراهن في مصر عقب إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية واستحواذ التيارات الإسلامية على نسبة كبير من أصوات ناخبيها، وتباينت النظرة المستقبلية للواقع السياسي المصري في ظل تكهنات بصعود الإسلاميين كرسي الحكم . وعددت صحيفة "تايمز" البريطانية بعض مخاطر فوز الاسلاميين فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، من بينها تشدد جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين دينيا، وأرجعت الصحيفة، فى افتتاحيتها بعنوان "اختبار للديمقراطية"، ارتفاع مؤشرات فوز القوى الإسلامية إلى أن قمع النظام السابق دفع الشعب الى التعبير عن رأيه من منبر المسجد حسب تعبيرها مطالبة بضغط أمريكى وأوروبى من أجل احترام القانون والحريات من قبل أى قوى تتولى السلطة فى مصر. ووصفت افتتاحية صحيفة "جارديان" البريطانية استفادة الإسلام السياسى من أحداث الربيع العربى بأنه "مشكلة" وليس "فرصة"، موضحةً أن ذلك يعزز المبرر الذى طالما استخدمته الأنظمة الديكتاتورية أن "مستبدا تعرفه أفضل من متطرف تجهله". و قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن صعود حزب النور الإسلامى الذى يوصف بأنه حزب سلفى متشدد، يعتبر تحولا مفاجئا فى مشهد الانتخابات البرلمانية، مضيفة أن هذا التحول سيكون له تأثير مستقبلى على الحياة السياسية والثقافية فى مصر. ووصفت الصحيفة قائمة الكتلة المصرية بأنها تحالف ليبرالى علمانى يسعى إلى إعطاء انطباع بأن فوز الأحزاب الإسلامية فى مصر سوف يحولها إلى "أفغانستان ثانية". وتساءلت الصحيفة عن الخطوة التالية للإخوان المسلمين بعد الانتخابات، هل سيتحالفون مع القوى السياسية التقليدية فى مصر كما وعدوا، أم أنهم سيقعون تحت ضغوط للتحالف مع السلفيين؟ مشيرةً إلى نفى الإخوان على موقعهم الرسمى على الإنترنت ما تردد عن تحالفهم مع القوى السلفية. وأوضحت الصحيفة أن السلفيين سوف يستغلون وجودهم فى الحياة السياسية لمنع الخمور واتخاذ إجراءات قد تؤثر على السياحة والليبرالية فى مصر. وأشارت إلى أن الوقت مازال مبكرا لمعرفة هوية القوى الفاعلة فى البرلمان المصرى المقبل، إلا أن بعض القوى الليبرالية قد بدأت بالفعل فى التعايش مع حقيقة هزيمتها، وبدأت بإعداد خططها للعمل فى صف المعارضة فى المرحلة المقبلة. من جانبها علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في إفتتاحيتها على الفوز الذى حققه "الحرية والعدالة" التابع لجماعة الإخوان المسلمين فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بأنها الخطوة الأكثر أهمية على الإطلاق منذ صعود الإخوان مع بداية الربيع العربى، معتبرةً أن نضال المصريين لم يوشك على نهايته، فالانتخابات ما هى إلا الخطوة الأولى فى عملية شديدة التعقيد وضعها الجيش لن يكون فيها برلمان حتى منتصف مارس المقبل، على أن يُنتخب رئيس جديد فى يونيو. ولفتت الصحيفة إلى أن الصعود غير المتوقع للسلفيين إلى جانب الإخوان يحول دفة المركز الثقافى والسياسى نحو اليمين، فقادة حزب الحرية والعدالة يشعرون بضرورة منافسة السلفيين على أصوات الناخبين، وفى الوقت نفسه لن يشعروا بالحاجة إلى التسوية مع الليبراليين لتشكيل حكومة. وتوقعت الصحيفة أن الأغلبية الإسلامية الجديدة من البرلمان ستزيد من صعوبة الحفاظ على الشراكة العسكرية والسياسية مع الولاياتالمتحدة، رغم أن الجيش قال إنه يخطط للحفاظ على احتكار العديد من جوانب الشؤون الخارجية، ولن يفوت الإسلاميون الفرصة لانتقاد سياسات واشنطن تجاه العراق وأفغانستان وإسرائيل والفلسطينيين.