ألمح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى أن هناك "تورطا محتملا" لنظام دمشق في الانفجار الذى وقع أمس الأول /الجمعة/ بمنطقة الأشرفية ببيروت والذى أغتيل خلاله رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن. وقال فابيوس فى مقابلة اليوم /الأحد/ مع "أوروب 1" وقناة "اى تيليه" الفرنسية عقب عودته من كابول "من المحتمل (ضلوع النظام السوري).. ونحن لا نعرف حتى الآن من يقف وراء هذا الهجوم ولكن كل المؤشرات تدل على انه امتداد للمأساة السورية" ، فى إشارة إلى الأزمة التى تواجهها سوريا منذ أكثر من عام ونصف العام. واتهم رئيس الدبلوماسية الفرنسية الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على "نقل عدوى" النزاع في سوريا إلى دول الجوار بلبنان وتركيا والأردن. وأدان فابيوس مجددا الهجوم المروع الذي شهدته الساحة اللبنانية ..مبديا تضامن بلاده مع الشعب اللبناني وحكومته ومع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وأعرب وزير خارجية فرنسا عن إعتقاده أن ما حدث فى لبنان هو إمتداد للأحداث التي تشهدها سوريا "وهو الأمر الذي يجعل من الضرورى رحيل بشار الأسد"..مشيرا فى الوقت نفسه إلى مشاركة حزب الله اللبنانى في الصراع بسوريا.وتابع "حزب الله موجود في الحكومة اللبنانية..لم نكن نرى وجوده فى الصراع السورى..ولكن ومنذ أيام قليلة مضت نرى وجود مقاتلي حزب الله في الصراع، فضلا عن الطائرة بدون طيار التي تم إرسالها إلى إسرائيل". وأوضح انه "يبدو أن هناك رغبة من جانب حزب الله وإيران لإثبات وبشكل أكثر وضوحا وجودهما جنبا إلى جنب مع نظام دمشق.. ونحن لا يمكن أن نقبل ذلك". وأكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس عمق العلاقات الفرنسية-اللبنانية..مشيرا إلى إلتزام وتمسك باريس بضرورة العمل على الحفاظ على وحدة واستقرار لبنان. وقال فابيوس إن الرئيس السورى بشار الأسد يستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة لقصف المدن السورية وضرب شعبه "كما يشعل النار" فى المنطقة "وينبغى أن يرحل" خاصة مع مواصلة العنف الذي يؤدي إلى مقتل مئات من السوريين يوميا. وأشار رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى الجهود التى تبذلها باريس لدعم المعارضة السورية وتشجيعها على توحيد صفوفها من أجل سوريا الغد فضلا عن الدعم الانساني الذي تقدمه فرنسا للشعب السورى لا سيما المبادرة التي أطلقتها في أغسطس الماضى لدعم ما يسمى ب"المناطق المحررة" التي تسيطر عليها المعارضة حاليا والتى لم يعد للنظام سلطة عليها. واستعرض فابيوس كذلك الجهود التى تقوم بها بلاده على الصعيد الدبلوماسى لإيجاد مخرج للأزمة السورية خاصة فى إطار مجلس الأمن الدولى..مشيرا إلى موقف كل من روسيا والصين اللذان يعرقلان من خلال حق الفيتو القرارات بمجلس الأمن المتعلقة بسوريا. ومن ناحية أخرى..أكد فابيوس أن بلاده ترغب في إقامة "شراكة استراتيجية" مع الجزائر خلال الزيارة التي سيقوم بها فى ديسمبر المقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى العاصمة الجزائرية. وأضاف "لانريد أن نتوصل إلى معاهدة صداقة مع الجزائر..ولكن شراكة استراتيجيةفيما يخص الوضع بمنطقة الساحل الافريقى وخاصة بدولة مالي..أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن "العمل العسكري ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي يتطلب "قوات محنكة" وسيكون "صعبا". وقال فابيوس إن الأممالمتحدة وأوروبا أعطوا الضوء الأخضر للمساعدة في تدريب القوات المالية "وهو ما يمكن أن يتم اعتبارا من الآن" وذلك وفقا للقرار الصادر فى 12 أكتوبر الجارى من مجلس الأمن للأمم المتحدة والذى امهل فترة زمنية 45 يوما للبلدان الأفريقية لتوضيح خططا للقيام بعمل عسكري لاستعادة شمال مالي تلك المنطقة التي تسيطر عليها منذ ابريل الماضى جماعات إسلامية مسلحة. وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن القوات المالية ستشكل بعد ذلك (بعد فترة التدريب) سيحاولون إستعادة المناطق الشمالية..وذلك قد يتم في غضون الأسابيع المقبلة.. قبل نهاية العام أو في مطلع العام.. وعلى قيادات الأركان (الافارقة) أن تقرر هذا الأمر". وأوضح فابيوس انه بعد ذلك، وهناك عملية أخرى" وهي أكثر صعوبة وتتمثل فى مواجهة عناصر تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب المتواجدة فى المنطقة الشمالية بمالى..وهو ما يتطلب قوات مخضرمة". وأكد أن دور فرنسا فى هذه العمليات سيكون "التيسر" دون إرسال قوات برية (فرنسية) على الأرض "فالأمر متروك للافارقة"..ولكن قد يكون هناك دعما من خلال وسائل الاستخبارات. وحول موقف الجزائر بينما هناك إستعدادات للتدخل العسكرى فى شمال مالى على الحدود الجزائرية..أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن هناك اتفاقا على مبدأين: "دعم سلامة أراضي مالي" و"الدخول في مفاوضات مع مجموعات الطوارق التى ترفض قبول الإرهاب وتوافق على سلامة مالي"..مشيرا إلى توافق وجهات النظر بين باريس والجزائر والافارقة فى هذا الشأن "وتتعاون أجهزتنا وتعمل سويا". ووصف فابيوس الوضع في مالي ب"الخطير" حيث تسيطر على الجزء الشمالى منها مجموعات إرهابية تمتلك الأسلحة التى تشتريها من ليبيا كما تمتلك الأموال أيضا التي تأتي بشكل أساسي من تجارة المخدرات..مشددا على ضرورة وضع نهاية للارهاب فى هذه المنطقة من العالم. وأضاف أن هؤلاء الارهابيين عذبوا النساء والرجال والأطفال فى شمالى مالي..مضيفا أن وجود المجموعات الارهابية بشمالى مالي يهدد مالى نفسها ومنطقة غرب إفريقيا والقارة الافريقية وأوروبا أيضا.