لا يراودنى أدنى شك فى توقيع أشد العقوبات على قتلة مشجعى الأهلى فى مجزرة بورسعيد وأن هناك أحكامًا ستصل للإعدام بحق بعض المتهمين من جماهير النادى المصرى.. الأسباب عديدة فالشرطة التى تخاذلت مثلاً فى تقديم الأدلة لإدانة قتلة الثوار سواء فى موقعة الجمل أو الجرائم التى ارتبطت بشكل مباشر بثورة يناير.. هى نفسها التى بذلت قصارى جهدها لجمع الأدلة لإدانة الجناة فى مباراة كرة القدم.. والتشفى فى مجموعات الألتراس كان الدافع الأصلى لها.. لأن بينها وبينهم تار بايت.. بدا ذلك واضحًا جليًا وهم يتركون جماهير الأهلى القليلة تواجه مصيرًا مظلمًا أمام الآلاف من مشجعى المصرى.. وكان فى استطاعتهم التصدى للهجمة التترية لكنهم آثروا ألا يفعلوا وتركوا ارطبون المصرى.. يواجه ارطبون الأهلى.. وانتظروا عما تنجلى ..النائب العام أيضا الذى لم يكلف نفسه مشقة النزول للتحرير الذى يبعد عن مكتبه بأقل من خمسمائة متر لمعاينة ميدان موقعة الجمل للبحث والتحقق، هو من تحمل بغرابة شديدة عناء وعثاء السفر حيث شاهدناه يطير إلى بورسعيد التى تبعد عن القاهرة بأكثر من ثلاثمائة كيلو متر.. ليعاين ميدان موقعة بورسعيد ويشرف على التحقيقات بنفسه هناك.. ولا أملك تفسير لذلك..!!! الفارق بين الميدانين لا يتمثل فقط فى البعد الجغرافى.. بل هناك بعد نفسى خفى يتمثل فى رفض اللاوعى الداخلى للبعض فى الاعتراف بوقوع ثورة شعبية حقيقية.. هذا البعد تستطيع أن تستشعره بنفسك عندما تعقد مقارنة بين ما حدث فى ميدان التحرير وميدان استاد بورسعيد.. وطريقة وتصرف المسئولين عن جمع الأدلة وتقديم المتهمين فى المجزرتين.. ورد فعل السيد النائب العام هو المحور الذى دارت حوله طريقة عمل رجال الشرطة فيهما.. ما بين سلبى خامل تمامًا فى الأولى.. إلى نشاط هائل غير محدود فى الثانية..! بالطبع نحن حسنى النية إلى درجة تصل إلى حد السذاجة ونحمد الله كثيرًا على أننا من البلهاء، فالفهم والإدراك حاليًا أصبح وبالا على صاحبه، فعندما أصابنا هذا الوباء اللعين للحظات أعاذنا الله وإياكم منه أشعلناها ثورة على الفساد، فكان الجزاء من جنس العمل، بأن عاد الفساد أقوى من سابقه ليخرج لسانه للجميع بداية من الشهداء الذين ضاعت دماؤهم بلا مقابل نهاية بالطفل الصغير الذى ظل يهتف معتليًا أكتاف والده ( شورة شورة حتى النثر ، شورة فى كل سوارع مثر) .. هذا الطفل الصغير لم يكن يعى أن ( مثر) التى هتف بثورة شوارعها.. هى فى الأساس عبارة عن مجموعة دويلات صغيرة متشابكة العلاقات من الصعب تفكيكها.. تشكل "لوبى سرطانى" يتفوق على اللوبى الصهيونى فى قدرته على إلباس الباطل لباس الحق والعكس.. وليس بمستبعد مطلقاً أن يخرج علينا أحد البهوات الآن فى مؤتمر بهلوانى ليطالب بلغته الركيكة المتدنية أهالى الشهداء بإعادة الأموال التى منحت لهم، على أساس أنه طالما لا يوجد جانٍ .. فلا وجود للشهيد..!!.. وذلك كله بما لا يخالف قانون مبارك.. لهذا لا تنخدع صديقى فى قرارات منع السفر المتوالية التى نراها الآن.. فهذه هى ( الصابونة ) التى يتطهر بها رجال الملك حتى يخرجوا شرفاء بالقانون، وهى أيضا ( الصابونة ) التى أخذتها الثورة وشبابها.. الملك نفسه.. يرقد حاليًا فى دار الاستشفاء بطرة مطمئن القلب إلى أن دويلاته تعمل بكل جد. لإسقاط مصر، وإذا انهارت دويلة فالبركة فى أختها التوءم.. وكله أيضًا بما لا يخالف قانون مبارك الذى ننحنى له تقديرا وإعزازا..!!.. فبدونه ماذا كنا فاعلين..؟؟؟ لكن ما علاقة عنوان المقال بما كتبته.. بكل صراحة ولأننى من البلهاء لا أجد رابطًا واضحًا.. لكن من أنعم الله عليه بالذكاء من السادة القراء قد يستطيع أن يصل إلى الرابط.. وحتى ينال دعاء العبد لله بالستر رجاء إخطارى بذلك على عنوان الجريدة.. [email protected]