أعتبرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن نظام الملالى الإيرانى يخشى النفوذ المتصاعد لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة وأن الاحتجاجات والانتقادات التى شنها إثر قيام الإدارة الأمريكية بشطب المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية تعكس هذه المخاوف. ولفتت الصحيفة البريطانية- فى سياق مقال أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم لسبت -إلى أن وضع منظمة "مجاهدى خلق" على قائمة الإرهاب من قبل وزارة الخارجية الأمريكية جاء بسبب إصرار إيران على هذا الشرط مقابل إجراء حوار بين طهران وواشنطن، مشيرة إلى أن الأمر كله كان بمثابة جزء من جهد غير متقن للتواصل مع المعتدلين فى النظام الإيرانى وهو جهد لم يسفر سوى عن إعطاء إيران الوقت الذى احتاجته من أجل المضى ببرنامجها النووى قدما. وقرأت الصحيفة فى رغبة النظام الإيرانى فى وضع (مجاهدى خلق) على قائمة المنظمات الإرهابية، وإدانته لرفع اسم المنظمة من القائمة، خوفا متزايدا بات يتفشى داخل إيران من تصاعد نفوذ "مجاهدى خلق" داخل البلاد، مشيرة إلى أن موقع ويكيليكس كشف عن أن بقاء المنظمة على قوائم الإرهاب جاء بناء على دعوات طهران المستمرة إلى نظرائها الغربيين بذلك. وأردفت الصحيفة تقول/إن المخاوف الإيرانية يفسرها مطالبة الايرانيين لاصدقائهم الجدد فى العراق بشن حملة قمعية وارتكاب أعمال قتل وعنف ضد عناصر "مجاهدي خلق" بمعسكر أشرف بديالى قرب الحدود الإيرانية، خشية من تزايد نفوذ المنظمة المذكورة داخل إيران. ونوهت صحيفة (الجارديان) البريطانية إلى أن الهجمات المستمرة من قبل نظام الملالي على منظمة "مجاهدي خلق" المسئولة عن اندلاع المظاهرات التى لا تعد ولا تحصى فى طهران ومدن إيرانية أخرى، إضافة إلى عمليات اعتقال أى من عناصر أوأنصار المنظمة إنما يؤكد الخوف المتصاعد بداخل النظام الإيرانى من قدرة المنظمة على حشد الإيرانيين من أجل دعم مطالب الرغبة فى بلد ديموقراطى حر. وأشارت إلى أن إيران نفذت نحو 120 ألف عملية إعدام ضد ناشطى مجاهدى خلق،الأمر الذي يدل على شعبية "مجاهدي خلق" المتزايدة بين الإيرانيين ، مستنكرة إصرار لخارجية الأمريكية ومعرفتها اليقنية بأن الشعب الإيراني لا يمكن أن يدعم مجاهدى خلق وتساءلت هل كانت قد استطلعت أراء الشارع الإيرانى وهل أجرت استطلاعات للرأى فى جميع أنحاء الدولة وهل سألت هؤلاء الذين يخافون حتى من مجرد الاحتجاجات على نقص السلع الغذائية ، مشيرة إلى أن الجواب بالطبع لا . وقالت الصحيفة /إنه تم ايلاء قدر كبير من الاهتمام للمعلومات الخاطئة التى تعمدت طهران وحلفاؤها ترويجها من اجل جعل الغرب يتوصل إلى نتيجة مفادها انه ليس هناك معارضة حقيقية فى الشارع الإيرانى يترك الغرب أمام خيارين كلاهماأسوأ من الآخر، إما تقديم تنازلات إلى إيران بشأن برنامجها النووى،أو خوض حرب ضدها. وأضافت /أن المقاومة الإيرانية أكدت طويلا عدم رغبتها فى تلقى أى دعم عسكري،ولكنها شددت على رغبتها فى دعم حقها للكفاح من أجل الشعب الإيراني/..لافتة إلى أن إيران شهدت في الآونة الأخيرة مظاهرات مناهضة للحكومة فى طهران وغيرها من المدن الكبرى والتي أثبتت أن الوقت قد حان من أجل التغيير فى إيران. ووأوضحت الصحيفة أن تغيير النظام الإيراني لن يؤثر على الشعب الإيراني وحده بل سيكون له أثر إيجابي على العالم من خلال القضاء على تهديد إيران المسلحة نوويا،وإقامة دولة ديموقراطية تعارض نظام بشار الأسد في سوريا لا أن تدعمه، ومنح العراق فرصة لترسيخ الديموقراطية التى مات الآلاف من أجلها.