على مدار 15 عاما، ارتبط اسم «مجاهدى خلق» بالإرهاب منذ أدرجت الولاياتالمتحدة هذه المنظمة الإيرانية على قائمة المنظمات الإرهابية، قبل أن تعلن الخارجية الأمريكية مؤخرا عن شطب «مجاهدى خلق» من قائمة الإرهاب، ليثير هذا القرار أزمة جديدة بين طهرانوواشنطن، حيث انتقدت إيران الموقف الأمريكى، واعتبرته دليلا على فشل السياسات الأمريكية، فى الوقت الذى رحبت فيه الجماعة المعارضة بهذا القرار الذى وصفته بالصائب، مؤكدة أنه سيدعم بقوة مقاومة الشعب الإيرانى لنظام الملالى. الولاياتالمتحدة بررت قرارها بشطب المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية مستندة إلى الإدانة العلنية التى أبدتها «مجاهدى خلق» بالإرهاب، إضافة إلى عدم وجود ما يثبت ضلوع المنظمة فى أعمال إرهابية لأكثر من عقد، وأكدت واشنطن أن قرارها جاء نتيجة لقرار محكمة أمريكية منحت إدارة أوباما مهلة تنتهى فى الأول من شهر أكتوبر الجارى لتقرير أحد الأمرين، إما أن تزيل المنظمة من قائمة الإرهاب وإما تشرح لماذا يجب أن تبقى مدرجة فيها، وهى الحجة التى استندت إليها الدول الأوروبية أيضا، والتى اتخذت نفس الموقف فى مايو الماضى، ورفعت «مجاهدى خلق» من قائمة الإرهاب. وفى المقابل، يبدو أن التفسير الأمريكى ومن قبله الأوروبى، لم يقنع كثيرا من المراقبين والمحللين السياسيين إذ رأت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن هذا القرار يعد مثالا على الدور الذى تلعبه جماعات الضغط فى السياسة الأمريكية، وقالت الصحيفة البريطانية إن «مجاهدى خلق» وجدت «أفضل من يمكن شراؤه» من أصدقاء فى واشنطن ممن يتلقون أموالا من جماعات مرتبطة بالمنظمة، إما مقابل إلقاء محاضرات وإما بأشكال أخرى. واتفقت صحيفة « جارديان» البريطانية مع سابقتها فى أسباب تغير الموقف الأمريكى من مجاهدى خلق، فقالت إن السبب هو دفع الحركة ملايين الدولارات لأصحاب النفوذ فى المجتمع الأمريكى، وكشفت الصحيفة الجهات التى استلمت المال من «مجاهدى خلق» لتساعد فى إزالة اسم الحركة من القائمة، وهم أصحاب نفوذ فى الكونجرس من إعلاميين أمريكيين مؤثرين ووسائل إعلام أمريكية واسعة الانتشار، وأكدت الصحيفة أن قرار الولاياتالمتحدة بشأن المنظمة الإيرانية يؤكد أن قائمة الإرهاب التى تضعها الولاياتالمتحدة هى لمن يستخدم العنف ويرهب المدنيين ضد المصالح الأمريكية فقط، أما من يستخدم العنف فى صالح الرغبات والأهداف الأمريكية فهو خارج القائمة. ويوضح تقرير الصحيفة أن ذلك ما حدث تماما مع حركة مجاهدى خلق التى خرجت من اللائحة لأنها أصبحت عدوا لعدو واشنطن وتل أبيب، وهو نظام أحمدى نجاد الحاكم فى إيران، واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الإرهاب هو المصطلح الأكثر تلاعبا به سياسيا، بسبب عدم وجود تعريف أو معنى واضح له، وهو ما تريده أمريكا حتى تستطيع أن تضع فى تلك القائمة كل من يعارضها، وترفع منها كل من ينصاع لأوامرها. ويثير قيام الولاياتالمتحدة برفع مجاهدى خلق من قائمة الإرهاب سؤالا مهما حول الدور الذى ستلعبه المنظمة خلال الفترة القادمة. فى هذا السياق، تشير صحيفة «فايننشيال تايمز» إلى أن التدخل العسكرى فى إيران يناقش بجدية فى واشنطن، ومن هنا يرى العسكريون الذين يقفون وراء القرار أن مجاهدى خلق يمكن أن تلعب دورا مهما فى قلب النظام الإيرانى بالقوة.