الأصل فى العمل المجتمعى أو السياسي أن يكون مجردًا من أى مصلحة أو نفع شخصى يعود على فاعله فقط وإنما تتعداه تلك المنفعة إلى المجتمع والبلاد والعباد. يؤيد كل نافع وينتقد بأدب واتزان كل مخطئ. وفى مصر بعد الثورة هناك بعض السياسيين خاصة ممن خاضوا غمار المنافسة على كرسي الرئاسة ولم يقدر لهم النجاح, ما زالت صورة كرسي الرئاسة تغازل أبصارهم نومًا ويقظة ومازالت أصوات المهللين المخدوعين فيهم تداعب أسماعهم, وما انفك أقطاب الثورة المضادة فى النفخ فى نار الحسد والحقد والغرور التى أوقدت فى صدورهم, لتتوحد مصلحة الشيطان فى كليهما, رافعين شعار المعارضة من أجل التعطيل, والرجوع للخلف, وإيقاف قطار النهضة المنطلق منذ تولى الدكتور مرسي مقاليد الحكم فى البلاد, ولا ننسى أبدًا هذا السكوت المريب والمستهجن والذى مثل دعمًا منقطع النظير للفريق شفيق فى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية. ويأتى إيقاف فتح ملفات الفساد التى فتحها بكل قوة الدكتور مرسي, على رأس سلم مصالح فريق الثورة المضادة من أباطرة المال الحرام ورجال الدولة العميقة, والذى حتمًا سيؤدى بهم إلى السجون, ويذهب بأموالهم إلى خزينة الدولة. كما يأتي حلم إفشال الدكتور مرسي وعمل قاعدة شعبية كبيرة لانتزاع النجاح بالكرسي فى الانتخابات القادمة (على أقل تقدير) وربما ثورة شعبية رافضة للدكتور مرسي تعجل بانتخابات مبكرة على قمة أولويات مصالح الفريق الحالم بالرئاسة, ولا أدل على هذا من تلك الدعوات القبيحة بعمل انتخابات رئاسية بعد إقرار الدستور الجديد. علمًا أن بعض هؤلاء السياسيين الحالمين بكرسي الرئاسة والذين ينتهزون كل مناسبة صغرت أم كبرت فى فتح قاموس من النقد الجائر لشخص وأفعال وكلمات السيد الرئيس, وحزبه ومشروعه, متجاهلين ومشوهين لكل فعل عظيم يقوم به. كانوا فى تحالف انتخابي مع حزب الحرية والعدالة فى إطار التحالف الديمقراطى من أجل مصر وكانوا يجوبون البلاد شرقًا وغربًا يبشرون بالإخوان المسلمين وحزبهم وقادتهم, ولم ينفذ أعضاؤهم لمجلس الشعب إلا من خلال هذا التحالف مع الإخوان المسلمين. الآن أصبح الإخوان المسلمون فصيلاً استحواذيًا بعد أن كان وطنيًا!! أيها الراقصون على طبول مصلحتكم, المتاجرون بدماء الشهداء, المختبئون خلف شعار العدالة الاجتماعية, الباحثون عن مجدكم الشخصى وإمبراطوريتكم الفارغة, لن تستطيعوا خداع شعبنا العظيم أكثر من هذا وإن كونتم عشرات من التيارات الشعبية, فقد عرفناكم وخَبِرنا جنون العظمة الذى لوثكم, وعهدناكم تضعون أيديكم بيد قتلة الشهداء الذين تهتفون بدمائهم, وتجوبون العالم بأموالهم, وتعرقلون كل وسيلة لجلب المستثمرين إلى بلدنا لنرفع عن كاهل المواطن البسيط تحقيقًا للعدالة الاجتماعية التى خدعتم بها الجماهير. الآن عرفناكم, تتكلمون ولا تعملون, تخطبون ولا تُخلصون, تعارضون ولا تتجاوبون, عرفنا أين نجدكم؟ وأين نفتقدكم؟ أعاهدكم أيها المرضى المخادعون, ألا أخدع بكم مرة ثانية, وأن أبصر الناس بغيكم وكذبكم ما استطعت, حتمًا ستختفي أنغام الطبول التى عليها ترقصون....