ماذا جرى في صفقة عمرو زكي بالضبط.. لماذا تنازل عنها الأهلي بسهولة بعد أن كان على استعداد أن يدفع فيها نصف مليون دولار لاستعارته لمدة عامين وهو مبلغ كما قلت في مقالي السابق كبير جدا على لاعب اختفى كرويا من الساحة منذ انفضاض كأس الأمم الأفريقية؟! ثم كيف اعترض الزمالك طريق المندوب التونسي وكيل نادي لوكوموتيف الروسي الذي يحترف فيه زكي حاليا؟!.. كيف علم مرتضى منصور أن هذا المندوب في طريقه للتفاوض مع الأهلي، فدفع بنجله ومندوب منه لكي يعترضا طريقه ويأخذاه الى باخرة نيلية حيث كان مرتضى منصور منتظرا على مأدبة عشاء فاخرة، وخلالها جرى الاتفاق الذي تم فيه رفع قيمة اللاعب وتقسيط المبلغ، بالاضافة الى المقابل الخيالي الذي سيتقاضاه عمرو زكي، بواقع مليون ونصف مليون جنيه سنويا! ولم ينس المندوب التونسي الطريق الأول الذي جاء إلى القاهرة خصيصا ليسلكه، فذهب إلى النادي الأهلي وقابل مسئوليه وفاجأهم بعرض الزمالك، وبالطبع زايد على هذا العرض، لكن الأهلي توقف ورأى أن المطلوب مبلغ خيالي، مع أنه ليس من عادته ذلك في المزايدة على اللاعبين، وقد دفع في صفقة اكوتي منساه في العام الماضي مبلغا كبيرا! عن نفسي اعتقد أن مرتضى منصور وخالد لطيف اندفعا في انهاء صفقة هذا اللاعب الخيالية الذي اصبح أغلى لاعب تتم استعادته من الخارج بعد أن سجل أغلى صفقة للاعب مصري ينتقل من الدوري المحلي إلى الاحتراف الخارجي! ان الأزمة التي يعيشها الزمالك حاليا أثرت على سرعة التوقيع على هذه الصفقة، فنحن هنا لا نتحدث عن رقمها الخيالي، مع أننا نؤكد مليون مرة أنه لا يوجد لاعب مصري يستحق هذا الرقم المبالغ فيه، لكننا نتحدث عن اصابته التي اعتقد أن الروس توفر لديهم ما يقنعهم بسرعة التخلص منه بأقل الخسائر، وبالطبع فقد باعوه للزمالك بأقل بمائتي ألف يورو من المبلغ الذي دفعوه مقابل انتقال عمرو زكي اليهم قبل شهور قليلة دون ان يستفيدوا منه! هذا التنازل يظنه مرتضى منصور كرما حاتميا من الروس لصالح خزينة الزمالك ونجاحا له لكونه استطاع توفير هذا المبلغ، لكن عالم الاحتراف الأوروبي لا يعرف كرما حاتميا ولا غيره!.. هم لا يدفعون مبالغ ضخمة في لاعبين من أجل الحصول على بطولات محلية أو قارية فقط بل لتسويقهم ايضا والحصول على مبالغ اكبر يحققون بها الربحية وتجديد دماء الفريق، فالمؤسسات الرياضية يجب أن تكون ربجية في الأساس ولا يتحقق ذلك بدون الأداء الممتاز لعناصرها والحصول على البطولات لتكون البوابة الكبرى للدخول الذي هذا العالم الذي أصبح صناعة واعية تعتمد على الخبرات والمهارات والدراسات العميقة والمتخصصة. عمرو زكي في المانيا حاليا وقد أجرى الفحوصات اللازمة التي سيحصل بعدها على التقرير الطبي الخاص باصابته التي يقول عنها البعض انها مزمنة، ومن ضمن هذا البعض الصحافة الرياضية في روسيا، والطبيب الروسي الذي اكتشف بعد تجدد اصابة اللاعب أنها قديمة وأنه قد أجرى لها عملية جراحية، وصفها عمرو زكي بأنها عملية تنظيف للركبة! في يقيني أن سامح فهمي وزير البترول وراعي نادي انبي الذي كان يلعب له زكي قبل انتقاله الى روسيا يعلم الكثير عن حقيقة هذ الاصابة، وأن الاهلي حصل على تقرير من روسيا عن طريق جهة ما منحته معلومات وافية عنها، خاصة أن الطب الروسي متقدم في مجال اصابات الملاعب، وروسيا ليست دولة من العالم الثالث، بحيث تعجز عن تشخيص خطورة اصابة معينة وتنتظر تقريرا من المانيا! فزورة كبيرة تكتنف ما جرى بالضبط.. خاصة أن معظم الصحفيين تركوا الصفقة وذهبوا يبحثون عن الممول لها، لا سيما أن المعروف للجميع أن الزمالك يعاني حالة افلاس مالي غير مسبوق، وموظفو النادي لم يقبضوا مرتباتهم منذ نحو شهرين! هناك دعم تحدث عنه مرتضى منصور قبل أكثر من اسبوع، حين أشار إلى إن صديقه رئيس نادي اتحاد جدة منصور بلوي سينهي له صفقة لاعب أو لاعبين من الطراز السوبر! فهل صفقة عمرو زكي مدفوعة من منصور بلوي؟!.. ربما.. مع أن صديقا لي مقربا من بلوي قال لي إن الرجل خسر صفقات مهمة أضعفت ناديه بسبب أزمات مالية يمر بها! لكن حتى لو كان بلوي هو كلمة السر في الموضوع، وأنه الجيب الذي دفع، فأنني لا اشك لحظة في أن مرتضى منصور خسر مبلغا كبيرا كان يمكن به ان يدعم خطوطه بأكثر من لاعب سوبر، فمشكلته ليس في الهجوم الذي يضم قدرات جيدة تتفوق مهاريا على عمرو زكي مثل جمال حمزة وعبدالحليم علي ومصطفى جعفر، مشكلته الكبرى في الدفاع والوسط، وبدون حل هذه المشكلة لن يكون عمرو زكي سوى رقم في الهجوم لا يضيف جديدا! لن يستطيع الزمالك بعد ذلك انهاء أية صفقة جديدة في ظل أزمته المالية، وبالتالي سيتوقف سباقه مع الأهلي مبكرا، وهذا السباق سيؤدي إلى خفض في أسعار اللاعبين الموضوعين تحت المنظار! الأمل الوحيد المتبقي للزمالك سيكون عبر الصفقات التبادلية، وعيون مرتضى منصور وخالد لطيف موجهة في هذا الخصوص نحو الاسماعيلي، فهما يعرفان رغبة بوكير الجارفة في ضم محمد عبدالواحد ووائل القباني ومحمد عبدالمنصف، والاثنان الاولان يجلسان في الغالب على دكة الاحتياط في الزمالك! في المقابل مرتضى ولطيف يريدان أحمد الجمل ويوسف جمال وأحمد خيري، والأخير سيكون وفق رأي مانويل جوزيه مدرب الأهلي أفضل ليبرو مصري خلال الأعوام القليلة القادمة، كما يريدان أيضا استعارة حسني عبد ربه من فرنسا! سيخسر الاسماعيلي كثيرا بالاستغناء عن يوسف جمال، وهو لاعب مهاجم هداف سيكون له شأن لو انتظم في مباريات ناديه، وسيخسر أكثر لو فرط في أحمد خيري مقابل لاعب على وشك الاعتزال وكثير المشاكل وهو وائل القباني، كما أنني لا اعرف ما هي البصمة التي وضعها محمد عبدالواحد في الزمالك حتى يجري وراءه بوكير بهذه اللهفة؟! الوحيد المفيد سيكون هو محمد عبدالمنصف، فالاسماعيلي يحتاج الى حارس مرمى بمواصفاته، وهنا اسأل لماذا لم يسع يحيي الكومي لاستعارة حسني عبد ربه خصوصا أن للاسماعيلي 400 ألف يورو متبيقية من صفقته عند النادي الفرنسي، وبالتالي فانه يمكن استعارته دون ان يتكلف الاسماعيلي شيئا؟! ما أراه حتى الآن أن صراع الصفقات أصبح منحصرا فقط بين الأهلي والزمالك، مثل الدوري تماما، وأن الأندية الأخرى بما فيها الاسماعيلي ستكون مجرد ممول لكليهما، وأن الصفقات التبادلية التي تتحدث عنها قلعة ميت عقبة مع الاسماعيلي لو حدثت فستكون تفريغا جديدا وخطيرا للأخير، خاصة أن لاعبيه المطلوبين لا زالوا في بدايات طريقهم وينتظر منهم الكثير جدا اذا حدث لهم تدعيم يضاف اليهم ولا يأخذ منهم! [email protected]