إنتقدت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" خطاب الرئيس مرسي الذي ألقاه من أستاد القاهرة يوم السبت الماضي، قائلة أنه أمضى معظم مدة الخطاب في الحديث بأدق التفاصيل عن مشاكل الخبز والقمامة والوقود، متجنباً الحديث عن القضايا الرئيسية الهامة المتعلقة بمرحلة إنتقال البلاد إلى الحكم الديموقراطي. وقالت الوكالة في تقرير لها أن خطاب مرسي لم يقدم أي رؤية لمستقبل الأمة التي يعيش أكثر من نصفها حول خط الفقر. وأضافت أنه أكد على إلتزامه بمكافحة الفساد، ولكنه لم يتحدث عن سبل تحسين الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان. ويرى التقرير أن أهمية أسلوب الخطاب لا تقل عن أهمية محتواه، وأن مرسي إستغل خطابه لعرض صورة لزعيم حيوي على إتصال بهموم شعبه وإحتياجاته، معتبراً أن الهدف من ذلك على ما يبدو هو رسم تناقض حاد مع سلفه المخلوع، حسني مبارك، والذي كان ينظر له في السنوات الأخيرة من حكمه بأنه بعيد كل البعد عن الواقع. وأكد التقرير على أنه كان ينبغي على مرسي أن يتطرق في خطابه إلى النزاع الدائر حول صياغة الدستور الجديد، والقيود التي يقول منتقدوه أنها وضعت على حرية التعبير منذ توليه الحكم، بالإضافة إلى تقارير الجماعات المعنية بحقوق الإنسان حول عودة إنتهاكات الشرطة. واعتبرت الوكالة في تقريرها أن اختيار مكان الخطاب وتوقيته يبدو كمحاولة لربط رئاسةمرسي بشئ أكبر وأكثر إستمرارية من صندوق الإقتراع الذي منحه فوزاً بفارق ضئيل. وأضافت أن إختيار مرسي لذكرى نصر أكتوبر لإلقاء أطول خطاب له منذ توليه الحكم هو محاولة لتسجيل مكانه في التاريخ بإعتباره أول رئيس مدني منتخب بعد أكثر من ستة عقود من الحكم العسكري. واختتمت التقرير قائلاً أن دخول مرسي في سيارة مكشوفة ملوحاً للجماهير على طريقة الجنرالات المنتصرين والخطاب الطويل تم تصميمهما لمحاكاة نصر لم يكن مرسي جزءا منه وهو نصر أكتوبر الذي يحمل تقدير جموع المصريين لرجال قواتهم المسلحة الذين شاركوا في حرب 1973 ضد إسرائيل.