لأسباب كثيرة ليس من بينها التحيز لأي من الناديين فكلاهما مصريان، أتمنى فوز الاسماعيلي على المقاولون العرب في مباراتهما الثانية غدا "الجمعة". ولن يفوز الاسماعيلي إلا إذا عالج كل أخطائه في المباريات السابقة واهمها مباراة الذهاب مع نفس الفريق والتي كسبها بطلوع الروح وبضربة حظ قبل انتهاء المباراة بدقائق. فالاسماعيلي أعطانا انطباعا أنه فريق الشوط الأول فقط.. يبدأ المباراة قويا ويمتلك زمامها ويهز الشباك، ثم ما يلبث أن يهده التعب وضعف اللياقة البدنية وانخفاض الحماس، وكل هذه عوامل تؤدي بسهولة شديدة الى الهزيمة التي كان على وشك أن ينالها من المقاولون، فبعد هدفين سريعين للدراويش ظننا معهما أنه سينصب السيرك، فوجئنا بفريق آخر يدافع رغم أنه من الفرق التي تجيد الهجوم فقط ولا يمكنها أن تلعب مدافعة وإذا فعلت فحتما ستخسر المباراة. ومنذ عرفنا الدروايش وعشقنا لعبه، لم تتغير طريقته الممتعة وهي اللعب في اتجاه مرمى المنافس والوصول اليه بالثنائيات والمثلثات.. ولكم امتعنا رضا وشحتة وعلي أبو جريشة وسيد عبدالرازق ثم علي أبو جريشة وأسامة خليل، وأخيرا محمد حازم وعماد سليمان. وللحقيقة فان اللاعبين الأخيرين، المرحوم حازم، وعماد سليمان الشهير بالعمدة وهو المدير الفني الحالي، هما آخر سلالة الثنائيات في هذا الفريق البرازيلي، لكن الاسماعيلي بعدهما لم يفقد امتاعه، فقد ظلت شجرته الوارفة الخصبة قادرة على امداده بالمواهب الفذة في الوقت الذي فشل فيه الأهلي والزمالك بامكانياتهما الضخمة على صناعة فريق من انتاجهما المحلي، فطمعا في شجرة الدراويش وساعدهما الاحتراف الوهمي وما يملكانه من اغراءات المال والأضواء والاعلام على قطف أحلى ثمار هذه الشجرة، خاصة الأهلي الذي أخذ منها نصيب الأسد ولا يزال يفعل ولن يسكت حتى يقرر الاسماعيلي قطف تلك الشجرة من جذورها والاتجاه مثل هذين القطبين الى شراء لاعبين جاهزين! أتمنى من العمدة أن يلعب مهاجما وأن يقوي دفاعاته أمام هجوم المقاولون الجسور، وأن ينبه لاعبيه على امتلاك مهارة الضغط على الخصم، فلاعبي المقاولون من النوع "الرخم" في لعبه.. يلجئون إلى الالتحام بقوة وارتكاب فاولات الارهاب وتخويف المنافسين! مطلوب من محمد جودة أن يتمالك أعصابه وأن يستغل مهاراته وامكانياته البدنية العالية، وأن يحرز من الفرص التي تتاح له، فقد كان في الاهلي قادرا على احراز الاهداف رغم المستوى المتواضع لزملائه في ذلك الوقت، بينما هو يلعب الآن بين كوكبة من أمهر اللاعبين في مصر، الذين يوصلونه بسهولة شديدة إلى المكان المناسب للتهديف! ويظل آخر سلالة الجراريش الأفذاذ، محمد محسن أبو جريشة هو الأمل في قيادة الاسماعيلي نحو المباراة النهائية، فرأسه وقدماه يعرفون المرمى ويدخلونه من خرم ابرة.. ولقد ابهرنا في المباريات الأخيرة بمجهوده الكبير وتحركاته في كل أرجاء الملعب مما يعني أنه يلغ درجة النضج وأصبح هدافا من العملة النادرة التي نحتاجها لمنتخبنا الوطني. وهنا أنا مستغرب بشدة من الكابتن حسن شحاتة الذي يتجاهله بينما يستعين بأسامة حسني الذي يلعب قليلا في فريقه، وعماد متعب الذي دخل منذ أسابيع دورة التوهان، وأحمد حسام المغرور والدلوعة والذي لا أجد له طعما ولا نكهة!! ومندهش من أن بعض الأندية الأوروبية تجري وراءه، ولكن كما يقولون قيراط حظ ولا فدان شطارة! أما لماذا أريد أن يفوز الاسماعيلي وليس المقاولون؟.. لو كانت النقاط في الوضع العكسي، أي كان المقاولون هو الذي يملك فرصة بلوغ المباراة النهائية أكثر من شقيقه الاسماعيلي، لتمنيت الفوز للمقاولون.. الأمنيات هنا محسوبة بدقة، فلو فاز الاسماعيلي بمباراة العودة تتبقى له مباراة في مصر، ثم يسافر لمباراة واحدة مع الفريق النيجيري "دولفين" المتصدر بفارق الأهداف، بينما سيأتي هذا الفريق ليلاعب المقاولون في القاهرة والذي يمكنه أن يخدم شقيقه الاسماعيلي في هذه الحالة بالفوز على دولفين وهو يملك ذلك فعلا.. فحتى الآن يؤدي المقاولون عروضا قوية في الدوري المحلي وفي الكأس الأفريقي ويخسر بسبب الحظ او الأخطاء الدفاعية الساذجة. معنى هذا ان فرصة الاسماعيلي في بلوغ المباراة النهائية هي الأكبر بين جميع الفرق، وتظل فرصة المقاولون أقل حتى لو فاز على الاسماعيلي، فاذا فعلها سيكون قدم خدمة جليلة لدولفين يصعد معها للمباراة النهائية! ومع هذا فان أخلاق الفرسان تفرض على لاعبي المقاولون أن يلعبوا بكل قوة بغض النظر عن اسم الفريق الصاعد وجنسيته، فالرياضة كما قلت مرارا اذا لم تعلم النزاهة والشرف فلا فائدة منها! أما الدراويش فمفروض أن يفوزوا بمجهودهم وبقوتهم ولا يتوقعوا اي تخاذل من شقيقهم الأصغر والذي ان كانت فرصه قليلة في الصعود فهذا لا يعني انعدامها بل يمكنه ذلك كما قال مدربه الكفؤ غانم سلطان.. تمنياتي للاسماعيلي بالفوز وللمقاولون العرب بالأداء الراقي الذي عودنا عليه!