حذر إسماعيل ولد الشيخ أحمد المنسق المقيم للأمم المتحدة ،ومنسق الشئون الإنسانية باليمن من أن الأزمة الإنسانية التى تعانى منها اليمن حاليا قد تؤثر سلبا على التطور السياسى اليمنى ومسار تحولها الديموقراطى، حيث أوضح أن اليمن يعانى من ثلاث مشاكل كبرى وهى غياب الأمن والأزمة الإقتصادية وقضية النازحين والمشردين . كما طالب ولد الشيخ أحمد الدول العربية بزيادة الإهتمام بالقضايا الإنسانية اليمنية حيث ذكر أن أغلب الإهتمامات العربية موجه فقط للشأن السياسى أما الدعم الإنسانى فهو ضعيف جدا . وذكر انه كانت هناك مبادرة من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى التى عقد إجتماعها فى القاهرة فى مايو الماضى إلا أنهم لم يحصلوا على أى نتائج ملموسة على أرض الواقع. وأكد أحمد فى المؤتمرالذى عقد اليوم فى مكتب الأممالمتحدةبالقاهرة تحت عنوان "الأزمة الإنسانية فى اليمن " على أن الإحتياجات اليمنية تتزايد ومطلوب دعم واسع النطاق وتدخلات سريعة، فما بين عام 2010 و2011 وصل عدد النازحين إلى نصف مليون نازح . كما أن هناك 10 مليون يمنى يعانى من إنعدام الأمن الغذائى و5 مليون شخص فى حاجة قصوى لمساعدات غذائية عاجلة ،وهناك أيضا مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ، كما أن هناك أنتشار ملحوظ لأمراض مثل الكوليرا وشلل الأطفال والحصبة التى تهدد حياة الأطفال اليمنيين بسبب نقص كبير فى التطعيم والتلقيح ، ويعتمد الآلاف على أغطية بلاستيكية ووسائل إقامة مؤقتة كما أن هناك 69 من أصل 135 مدرسة في عدن باتت مأوى طارئا مؤقتا لنحو 200 الف مشرد داخلي،ويوجد حوالى 200 ألف مشرد داخلى فى الجنوب . وكشف ولد الشيخ أحمد أن حوالى 53% من الشباب اليمنى يعانون من البطالة فهناك حوالى 600 ألف شاب يمنى تخرجوا من الجامعة ولم يحصلوا على أى عمل . وتعانى اليمن من أزمة تعليمية خطيرة وفقا لما أوضحه منسق الأممالمتحدة حيث ذكر أن حوالى 300ألف طفل يمنى لا يحصلون على أى تعليم وهناك إغلاق لكثير من المدارس فى إثنى عشر محافظة مشيرا إلى إنخفاض نسبة تعليم الفتيات بشكل ملحوظ . وقد انتشرت ظاهرة تجنيد الأطفال فى اليمن لدعم أهداف عسكرية والإتجار بالآخرين . وأشار ولد الشيخ إلى أن أكثر المساعدات العربية جاءت من السعودية حيث ووضعت مليار دولار فى البنك الوطنى لإستقرار العملة الوطنية إلا أن هذا غير كاف تماما حيث تحتاج اليمن إلى حوالى 585 مليون دولار لحل الأزمة الإنسانية لم تحصل سوى على نصفهم فقط . وأشار أحمد أن الجميع كان يتوقع وقوع اليمن فى براثن الحرب الأهلية إلا أن اليمنيين بحكمتهم تجنبوا وتجاوزوا ذلك ، ورجح أن غياب الإهتمام بالقضايا الإنسانية الملحة باليمن جاء نتيجة عدم وصول الرسالة بشكل صحيح حيث أعتقد الجميع أن الأزمة سياسية أكثر منها إنسانية . وبرغم الأزمة التى تعانى منها اليمن إلاانه لم يسكر أبوابه ابدا أمام اللاجئين فهناك 300 ألف لاجئ صومالى وإثيوبى حيث أن هناك حوالى 16 ألف مهاجر أثيوبى فقط فى عام 2011، و في شهر فبراير 2012وصل نحو 12500 لاجئ من الصومال وأثيوبيا .