منذ أن انفردت "المصريون" بالتقرير الذي كشفت فيه عن أن "شبيحة بشار الأسد يطاردون الثوار فى شوارع القاهرة" لم تنقطع ردود تنقطع من قبل ائتلافات الثوار والخبراء الأمنيين ومسئولين بارزين بالدولة، فضلاً عن اتصالات أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذى فروا إلى مصر هربًا من بطش نيران الجيش السورى النظامى الموالى لبشار الأسد. فى الوقت الذي طالب فيه خبراء أمنيون الحكومة المصرية بتوفير الحماية الأمنية لجميع أفراد الجالية السورية من خطر وتهديدات شبيحة الأسد، كما طالب دبلوماسيين بالتزام مصر بدورها فى تنفيذ اتفاقية حماية اللاجئين. وأكد نذار قراط أبو طلال، أمين عام اللجنة التنسيقية السورية سابقًا، أن هناك عددًا من المحاولات لملاحقة اللاجئين السوريين فى مصر، كان آخرها محاولة حدثت بالفعل من قبل نظام بشار لاختطاف أحد ضباط الجيش السورى الحر المنشقين عن جيش الأسد، الذين قدموا لمصر وذلك بمدينة 6 أكتوبر وباءت المحاولة بالفشل بعد أن تعرف الضابط على الشخص وقام بالهروب فورًا. وأشار إلى أنه قد تم إبلاغ الأمن عن هذه الحادثة وأنهم تحفظوا عليه، رافضًا الإفصاح عن اسمه وتفاصيل التحقيقات معه لدواع أمنية. وقدر أبو طلال عدد السوريين بمصر يقدر بحوالى 220 ألف سورى وهو عدد كبير جدًا من المفترض أن يقوم الأمن بحمايته وإن حدث أى تعدٍ من قبل بشار على أى سورى بمصر فذلك يعتبر تعديًا على السيادة المصرية. وعن عملية تأمين أفراد المعارضة السورية، أكد أن ذلك من صميم عمل الأمن المصرى وأنهم لن يتدخلوا فيه على الإطلاق مطالبًا الحكومة المصرية بتوفير الأمن لهم. يأتى هذا فيما كشف مصدر سورى آخر طلب عدم نشر عن اسمه أن هناك لجنة أمنية تقوم على حماية المعارضين السوريين، وذلك على أعلى مستوى من التأمين وهم على أساسها يراقبون ويتخذون اللازم. وفى نفس السياق، قال معاذ عبد الكريم عضو ائتلاف الثورة وأحد أعضاء الجمعيات التى ترعى اللاجئين السوريين فى مصر إن هناك عدة مؤسسات قائمة على رعاية الجالية السورية بمصر، منها الجمعية الشرعية وبيت العيلة ولجنة الإغاثة، وهذه الجهات تعمل على إعالة الجالية السورية وتتكفل بحمايتها.
وأكد أن الجالية السورية الموجودة يقطن معظمها فى مدينة السادس من أكتوبر وتعيش فى أمان بين الأسر المصرية. وأشار إلى أن هناك هاجسًا أمنيًا عاليًا لدى السوريين فى مصر فهم دائمو التنقل بين عدد من المناطق حتى لا يتم معرفة أماكنهم. وكشف أن مدير مطار دمشق الدولى متواجد ضمن اللاجئين السوريين فى مصر ومؤمن تمامًا. من جانبه، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمنى، إنه من السهل معرفة وتعقب وجود الشبيحة السوريين الذين يلاحقون اللاجئين السوريين فى مصر، مطالبًا اللاجئين السوريين أن يتقدموا بالتفاصيل التى يحملونها عن أى غريب عنهم أو شبيحة يحاولون التعرض لهم إلى الشرطة عن طريق شكاوى ومحاضر رسمية. وطالب جهاز المخابرات المصرى بأن يدرك خطورة الأمر وأن يتدخل فى هذا الملف، وذلك إذا ظهر أن هذه حركة سياسية منظمة من نظام الأسد ضد اللاجئين السوريين فى مصر، وأن يعمل الأمن المصرى بكل السبل على تأمين الجالية السورية. من جانبه، أكد السفير أمين يسرى، الدبلوماسى السابق أنه من واجب مصر أن تقوم بحماية كل لاجئ يدخل إلى أرضها بصرف النظر عن جنسيته أو كونه لاجئًا سياسيًا أو لاجئين نتيجة ظروف الحرب، مشيرًا إلى أن مصر موقعة على معاهدات ومواثيق فى الأممالمتحدة بهذا الإطار، فضلاً عن ذلك فإن سوريا تعتبر من الدول الأشقاء لمصر وعليها حق فى حماية شعبها وجاليتها الموجودة فى مصر. وأضاف أن من حق مصر أن تقوم بالقبض على كل معتدٍ على أى لاجئ من السوريين أو من تشك أنه موجود فى مصر للإضرار بالسوريين الفارين من قصف جيش الأسد، مؤكدا أنه إذا تم إلقاء القبض على أحد الشبيحة أو المعتدين على الجالية السورية فإنه لا بد أن يخضع لقانون العقوبات المصرى ويقدم للمحاكمة الجنائية بتهمة الاعتداء على لاجئين على أرض مصرية. وأوضح أنه إذا ثبت أن الحكومة السورية هى التى أرسلت الشبيحة والبلطجية لإيذاء وملاحقة اللاجئين، فإنه على مصر أن تتقدم بشكوى عن طريق وزارة الخارجية إلى الأممالمتحدة وإلى جامعة الدول العربية لتوقيع عقوبات ضد الحكومة السورية ونظام بشار.