أثار وصول رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، إلى الفضاء، بعض التساؤلات، حيث أصبح البعض يتساءل عن كيفية ممارسته للشعائر الدينية باعتباره مسلمًا، في المحطة الفضائية الدولية. وتساؤل البعض، كيف سيعرف المنصوري القبلة، وكيف سيميز مواقيت الصلاة، وكيف سيتوضأ والجاذبية منعدمة ولا يمكنه استخدام الماء، وغيرها من الأسئلة التي ظهرت باعتباره أول مسلم عربي يلتحق بالمحطّة الدولية، وسيمضي 8 أيام في إجراء تجارب علمية مع زملائه. وفي هذا السياق، أصدرت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري التابعة لحكومة دبي، كتيبًا بعنوان «تقدير مواقيت الصلاة والصيام لرواد محطة الفضاء الدولي» يتضمن بحثًا موجزًا في مصادر فقهية عدّة. ويرجع الباحث إلى مراجع فقهية كثيرة، والخلاف حول الحديث، الذي سأل فيه الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مدة مكث الدجال في الأرض «قلنا يا رسول الله ذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا اقدروا له قدره». ويبين الحديث أن العبادة لا تسقط عن المسلم عند انتفاء العلامات، وأشار الكتيب إلى اتفاق الفقهاء حول تقدير أوقات الصلاة والصيام في البلاد ذات الليل والنهار الطويلين، قياسًا بمواقيت أقرب البلدان إليها، أو بحسب مواقيت اليوم المعتدل لديها حين يكون الليل والنهار 12 ساعة، أو بحسب مواقيت مكةالمكرمة. وعن تحديد القبلة، مع سرعة مرور المركبة بموازاة كوكب الأرض، واختلاف اتجاهاتها، ينصح الكتيّب بتحري جهة القبلة عند مرور مركبتهم بموازة الكعبة أو الجزيرة العربية، وإن تعذر عليهم ذلك، يمكنهم أن يتوجهوا صوب كوكب الأرض، ويقع فيهم عندها حكم صلاة شدة الخوف التي يسقط فيها التوجه للقبلة. وبالنسبة للوضوء، يمكن استخدام المناشف المبللة، ويمكن التزود بحفنة من التراب أو قطعة حجر للتيمم، وإن تعذّر ذلك، يمكن الاستناد إلى هيكل المركبة الذي يعدّ من جنس الأرض. وذكر الكتيب أن الرائد يمكنه أداء الصلاة من دون قيام وسجود، في حال تعذّر عليه تثبيت رجليه، ويمكنه الصلاة جالسًا في مقعده مع ربط الحزام، والصلاة إيماءً.