بالأغاني الوطنية والأعلام.. جنوب سيناء تحتفل بالذكرى ال 51 لانتصارات أكتوبر –صور    بأعلام مصر والزي العسكري.. تلاميذ المدارس يحتفلون بانتصارات أكتوبر في بورسعيد -صور    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الأحد 6-10-2024 في محافظة الدقهلية    أسعار سبائك الذهب اليوم الأحد 6-10-2024 في محافظة الدقهلية    بمناسبة نصر أكتوبر.. فتح جميع حدائق القاهرة بالمجان اليوم    رئيس الحكومة اللبناني يطالب بالضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار    عام على حرب غزة.. تصاعد الصراع الإقليمي واستمرار القتال دون أفق لنهاية    موناكو يهزم رين ويقفز لصدارة الدوري الفرنسي    جيسوس مدرب الهلال يشيد بجماهير الأهلي بعد كلاسيكو الدوري السعودي    شوقي غريب يكشف كواليس فشل مفاوضاته مع الإسماعيلي لتدريب الفريق    عمار حمدي يتحدث عن.. مغادرة الأهلي.. أداء إمام عاشور وحب جماهير الزمالك    إخماد حريق شقة سكنية في بولاق الدكرور    فيديو.. ريهام عبدالحكيم تطرح أغنية "جيش وشعب" في احتفالات نصر أكتوبر    إعلان جوائز الدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما    "مزمار الشيطان في بيت رسول الله".. رمضان عبد المعز يوضح: ماذا رد النبي يوم النصر؟    اكتشاف كبير.. اثنان من القتلة شاركا في تدمير الحياة قبل 66 مليون سنة    ميقاتي يشيد بدعوة الرئيس الفرنسي إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل    أكرم القصاص: كلمة الرئيس السيسى خلال ذكرى نصر أكتوبر تحمل رسائل مهمة    بمشاركة طارق شوقي.. تكني الإسكندرية تناقش بناء نظام تعليمي مرن    «مياه الشرقية» تنظم ندوة لخطباء وأئمة المساجد للتوعية بترشيد الاستهلاك    «الإسكان»: إعادة فتح باب التقدم لاستيفاء طلبات تقنين الأوضاع في صحراء الأهرام    تشاهدون اليوم.. مواجهات قوية للمحترفين في الدوريات الأوروبية    "يصعب موقفه".. قرار صارم من حسين لبيب بشأن تجديد عقد زيزو    البنوك إجازة اليوم بمناسبة ذكرى نصر 6 أكتوبر    سحب منخفضة شمالًا.. الأرصاد تعلن توقعات حالة الطقس اليوم    مصرع 3 عناصر شديدة الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع الشرطة في قنا    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقى السفير السويدي وكبرى الشركات السويدية لدى مصر    منظومة التعليم العالي تشهد تقدمًا غير مسبوق بسيناء بدعم من القيادة السياسية    تجمع نجوم الفن.. 10 صور جديدة من حفل زفاف ابنة علاء مرسي    ابنة شقيق جورج قرداحي تكشف حقيقة مقتله في غارة إسرائيلية على بيروت    صبحي كابر يكشف لمصراوي الظروف القهرية وراء بيع مطعمه الشهير    في ذكري النصر .. تعرف علي استعدادات القوات المصرية لسحق جيش الاحتلال فى أكتوبر 1973    متصلة: خطيبي بيغير من الشحات في الشارع؟.. وأمين الفتوى يرد    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية كوم أشفين في قليوب ضمن مبادرة «أنت الحياة»    «الدواء» تحذر من عقاقير غير مطابقة للمواصفات.. بينها واحدا لعلاج نزلات البرد    أطعمة تخلصك من حموضة المعدة.. تعرف عليها    اللواء المنصوري.. أطلق عليه الإسرائيليون «الطيار المجنون»    تفاصيل تفعيل دور صندوق الرعاية الاجتماعية للمعلمين    دور الأهلى والزمالك فى مباراة الكرامة بذكرى نصر أكتوبر    البالون الطائر يحلق بصور الرئيس السيسي للاحتفال بالذكرى 51 لنصر أكتوبر غرب الأقصر    تحرير 112 محضرًا تموينيًا بمركزي القوصية والبداري بأسيوط    الكاريكاتير فى قلب الحدث!    الأزهر: الأسلحة الدقيقة مصطلح صهيونى يستخدم فى تبرير جرائم القتل الجماعى .. من غزة إلى لبنان.. جرائم الكيان الصهيونى مستمرة    تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    «الإفتاء» توضح.. هل يجوز الأكل على ورق جرائد به آيات من القرآن؟    قوات الاحتلال تقتحم حي رأس العامود في سلوان وأغلقت مدخل عابود برام الله    نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري    طريقة عمل البيتزا في البيت زي المحلات، وبأقل التكاليف    المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: لقاح جدري القرود آمن تماما ولم يتسبب في حالات وفاة    الكشف موقف أحمد فتوح من المشاركة في السوبر الإماراتي    برج الميزان.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: جدد أفكارك    من دعاء النبي | اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المساكن بمنطقة حدائق القبة    مصرع وإصابة 3 أطفال في تصادم دراجة بخارية وسيارة ملاكي بقنا    صافرات الإنذار تدوي في عدة مناطق بشمال إسرائيل    البيع تم قبل شهور.. مصدر مقرب يكشف مصير مطعم صبحي كابر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشريعة الإسلامية الحاكمة.. وليست المبادئ
نشر في المصريون يوم 19 - 09 - 2012

من فضل الله عليك يا شيخ الأزهر أن جعلك الله رأساً لأكبر مؤسسة إسلامية علمية ليس فى مصر وحدها، بل وفى العالم كله، وعلى قدر المسئولية تأتى المساءلة، والمسئولية عظيمة أشفق عليك منها، لقد تحملت أمانة والله لو عرضت على السماوات والأرض والجبال لأشفقن منها (إنها أمانة الدين)، ولكن هذا قدر الله عليك، ونسأل الله لك العون والمدد.. ولكن أقول لك (ولمجمع البحوث ولهيئة كبار العلماء فى الأزهر وغيره وللجنة صياغة الدستور وللحاكم والمحكوم..) من باب النصيحة ومن باب الواجب الشرعى والوطني، وباعتبارى مواطناً مسلماً مصرياً.. أقدم لكم الآتي:
1- إن استبدال كلمة المبادئ بالشريعة الإسلامية يحدث نوعاً من الغموض؛ لأن كلمة المبادئ تشمل الكليات الخمس - أو الست على اختلاف بين علماء الأصول - وهي: (الحفاظ على الدين والنفس والعرض والعقل والمال والحرية)، وهذه المبادئ تعرف بالمقاصد الكلية أو العامة عند علماء المقاصد، وهى وسائل يراعيها الفقيه فى التعامل مع النصوص الشرعية من أجل تحقيق المصلحة الخاصة والعامة، فالمبادئ والأحكام الشرعية متلازمان لا يمكن التعامل مع أحدهما دون الآخر.
2- هل المبادئ أو بمعنى أدق الكليات الخمس أو الست نستطيع أن نخرج منها كيفية الحفاظ على الدين أو النفس أو النسل والعقل والمال.. أم أننا نحتاج إلى الشريعة الإسلامية الأوسع نطاقا والتى تجمع بين المبادئ والأحكام والتى تتناسب مع مستجدات العصر واختلاف الزمان، فالشريعة صالحة لكل زمان ومكان وليست المبادئ.
3- لقد فسرت المحكمة الدستورية العليا - كما يقول الدكتور محمد نجيب عوضين، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مبادئ الشريعة بأنها كل ما هو قطعى الثبوت والدلالة، وهو كلام خطير ينطوى على خطأ وخطر، فليس فى الإسلام ما هو قطعى الثبوت إلا القرآن الكريم، وبالتالى تخرج السنة النبوية من مصادر التشريع، وكذلك بقية المصادر كالقياس والمصالح المرسلة والإجماع وأقوال الصحابة وغيرها، وحتى القرآن الكريم فيه ما لا يصلح للتشريع وفقا لهذا التفسير، فآيات القرآن ليست كلها قطعية الدلالة، فهناك ألفاظ تعطى أكثر من معنى، وبالتالى تصبح ظنية الدلالة لا قطعية.. (حوار فى لواء الإسلامى بتاريخ 6/9/2012م بتصرف).
كما أنه من الممكن أن تأتى محكمة دستورية جديدة وبأعضاء جدد يفسرون المبادئ بغير التفسير الأول، وكذلك كل من هب ودب يفسر المبادئ كما يريد، فالعلمانيون يفسرونها كما يريدون، والاشتراكيون كذلك، والشيعة والبهائيون.. كل على حسب مزاجه وهواه.
فالحل الوحيد أن تكون أحكام الشريعة هى الحاكمة وأن ينص على ذلك فى الدستور؛ لأن أحكام الشريعة تشمل:
* الأحكام المتعلقة بالشعائر الدينية من صلاة وصيام وزكاة وحج وتسمى فى كثير من كتب الفقه بالعبادات أو الشعائر.
* الأحكام المتعلقة بالأسرة من نكاح وطلاق ونسب ونفقة وميراث ووصايا وتسمى أحكام الأسرة.
* الأحكام المتعلقة بأفعال الناس وتعاملهم فى الأموال والحقوق وفصل المنازعات وتسمى المعاملات.
* الأحكام المتعلقة بسلطان الحاكم على الرعية, وبالحقوق والواجبات المتقابلة بينهما, وتسمى الأحكام السلطانية أو السياسة الشرعية، وتسمى عند دارسى الحقوق: الحقوق الإدارية, والحقوق الدستورية.
* الأحكام المتعلقة بعقاب المجرمين, وضبط النظام الداخلى بين الناس وتسمى "العقوبات".
* الأحكام التى تنظم علاقة الدولة بالدول المجاورة، فى حالتى السلم والحرب، وتسمى فى كتب الفقه بالسير، ويطلق عليها حديثاً العلاقات الدولية.
* الأحكام المتعلقة بالحشمة والأخلاق والآداب والمحاسن والمساوئ وتسمى الآداب.
هذا هيكل لنظام تشريعى متكامل لم يترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها وأعطى لها حكما، فكيف نستبدلها بالمبادئ؟!
ويأتى تطبيق أحكام الشريعة عن طريق تقنين هذه الأحكام حتى نستطيع من خلالها التعامل مع كل القضايا، وقد أصبح هذا الأمر واجبا الآن على المتخصصين من الفقهاء والقانونيين المجتهدين مصداقا لقوله تعالى: "فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" (التوبة:122)، ومن باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولقد نجحت هذه التجربة (تجربة تقنين الأحكام) فى بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية والوصية الواجبة، ومن الممكن أن نعممها على بقية الأحكام بأن يقوم هؤلاء المتخصصون من الفقهاء والقانونيين بالاختيار من التراث الفقهى الثرى الأقوى والأرجح مع النظر إلى حال المجتمع وما هو أنسب لظروفه من هذه الآراء الفقهية (دون لىّ النص للهوى طبعا)، ثم يحول هذا الرأى الفقهى إلى نص قانوني، وقد فعل ذلك الأزهر حينما عمل "تقنين المعاملات على المذاهب الأربعة"، حيث يؤخذ برأى يتحول إلى نص قانونى ملزم للقاضى والمجتمع، وهذا حل واقعى بدلا من كلمة المبادئ الغامضة.
وأنا أتعجب حتى الآن لماذا الإصرار على كلمة المبادئ؟ ولصالح من؟!
وأرجو من يستطيع أن يرفع هذا البيان إلى اللجنة التأسيسية للدستور فليفعل نصرة للشريعة، كما أننى سأحاول رفعها إلى اللجنة.
دكتور خالد محمد راتب
دكتوراه فى الشريعة الإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.