المرأة التي يتجاهلها زوجها تحتقره حتى ولو كانت تحبه.. نعم لا تتعجب فمنا من يستطيع أن يحب ويكره في وقت واحد لشخص واحد، معادلة كيميائية غريبة لكنها موجودة.!! هل تعرف لماذا تمردت الأميرة ديانا على زوجها الأمير تشارلز وحياة الملك والقصور؟!! لأن الزوج الأمير كان منشغلا عنها بمهاراته وهواياته وأصدقائه، ويتعمد تجاهلها حتى في الحفلات الرسمية.. بل تعمد السخرية منها حين اصطحبها في عيد ميلاده (43)، إلى معرض للصور كان تحت عنوان امرأة بلا أهمية.. فكان قرارها الخطير الذي زلزلت به بريطانيا كلها، وانفصلت عن زوجها وصارت لها حياتها المستقلة واهتماماتها الذاتية بعيدا عن الأسرة الحاكمة.. وهذا الزوج الذي قيل: إنه غار منها لأنها خطفت منه الأضواء ونالت حب البريطانيين فلم يسعه إلا الاستجابة لنداء غيرته! نعم من الممكن أن تحول زوجتك إلى قنبلة تنفجر في أي وقت، غير عابئة بأسرة ولا عشرة ولا أولاد ولا أي شيء! اتقوا الله وعاملوا زوجاتكم بإنسانية. نبينا العظيم كان الآية المثلى في احترام المرأة، وتوقير شخصها وعقلها ورأيها، وقد أوصى المسلمين بقوله: استوصوا بالنساء خيرا وقوله: رفقا بالقوارير، وامتدح الأم وقدر مكانتها وأوصى بها، لمكانها وعظيم عملها وفضلها، وكان يستمع لرأي زوجاته ومشورتهن في بعض الأمور، وكان يعلن على الملأ حبهن تقديرًا لهن، ناهيك حن قوله في خديجة وما أدراك ما خديجه ذلك الحب العظيم الممزوج بوفاء لا مثل له.. وسارع ثورة حاسمة يرد على من قالت له إنما هي عجوز قد أبدلك الله خيرا منها فقال: "والله ما أبدلني الله خيراً منها، فقد آوتني حين طردني الناس ونصرتني حين خذلني الناس وصدقتني حين كذبني الناس وأمنت بي ورزقني الله منها الولد " بعض الرجال يعامل زوجته بأنانية بشعة فهي ملك له تماما مثل أي شيء مادي في الحياة يمتلكه ويتحكم فيه ويوجهه حيثما أراد ويريد، وكأنها قطعة ملبس أو دابة يمتطيها، ويظل طول حياته كابتا لشخصها محقرا لرأيها خارسا لصوتها، ومثله تربى على أن المرأة لا تصلح لشيء في الدنيا غير الفراش والطبخ والغسل والكي وتربية الصغار وإرضاعهن، ومثل هذا الرجل من الخطأ الكبير وصفه بأنه بلاء على أسرته أو زوجته وإنما هو بلاء عظيم على الأمة بأسرها حين ينتج لها ذرية خرجت إلى الدنيا وهي تألف المرأة مقهورة مدفونة مذبوحة.! إن القرآن الكريم عظم المرأة ورفع شأنها حين كلفها بنفس مسؤوليات الرجل في تحمل الأمانة والرسالة والدعوة إلى الله تعالى! بل أشاد بعقلها وحسن تدبيرها وروعة تفكيرها حينما وصف ملكة سبأ بقوله: ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم قال تعالى: (وكذلك يفعلون ) تصديقا على رأيها وأنها صائبة ومحقة وراجحة العقل حصيفة المنطق. إن احتقار المرأة بكل وضوح وصراحة ما هو إلا صورة مماثلة من وأدها في الجاهلية! فالجاهليون وأدوا جسدها ونحن نئد ذاتها ونقهر روحها ونمحو كيانها وفي استطاعتها أن تكون للدنيا أقيم منا وأرشد منا وأرجح في العلم والفن والعمل والطموح.!