سلطت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، الضوء، على الحرب الدائرة بين كبري شركات السيارات في العالم، وذلك بسبب تأمين احتياجاتها من البطاريات خلال السنوات المقبلة، معلقة: "نحن في انتظار تتحوّل البطاريات إلى عصب الحرب في صناعة السيارات في العالم مع انتشار استخدام السيارات الكهربائية". وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن كبرى الشركات الأوروبية المصنِّعة للسيارات تسابق الزمن،لتأمين احتياجاتها من البطاريات خلال السنوات المقبلة؛ ففي بداية الأسبوع الماضي أعلن العملاق الالماني «فولكسفاغن» نيته استثمار مليار يورو في مصنع لانتاج البطاريات في مدينة سالزغيتر. كما كشفت شركة فولفو السويدية عن توقيعها اتفاقيات، تصل قيمتها إلى مليارات عدة من الدولارات على مدى 10 أعوام مع شركتين؛ هما الصينية "كاتي إل"، والكورية الجنوبية "إل جي شام". ويقول فولفجون برنهارت، من مكتب رولان برجي في مقابلة مع "ليزيكو": إن الشركات المصنّعة للسيارات تستثمر بشكل كبير في مشاريع، تهدف الى تحويل بعض موديلاتها الى سيارات كهربائية، وعلى الخصوص للتوافق مع القوانين الاوروبية. وأضاف: "وأما بعض الشركات فتبنّت استراتيجيات عدوانية جدّا، وتريد من اليوم ضمان الانتاج في المستقبل". بدورها، أعلنت «فولكسفاغن»، في مارس الماضي عن توقيع عقود بقيمة 20 مليار يورو لانتاج بطاريات في أوروبا والصين مع كل من «كاتي إل» و«إل جي شام»، و«سامسونغ إس دي إي»، وأيضا شركة سكي. وتأمل الشركة في بيع 3 ملايين سيارة كهربائية في 2025، بعد ان باعت 1.4 مليون سيارة العام الماضي. وإلى وقت قريب، كان عدم توافر البطاريات في السوق يؤثر في بيع بعض الموديلات؛ مثل «رينو زاد أو إي»، او الموديل الثالث من سيارة تسلا. ويعترف مدير السيارات الكهربائية لدى رينو إيريك فونتون في حديثه لصحيفة ليزيكو بأن آجال تسليم سيارة من نوع «رينو زاد أو إي» كانت تصل إلى ما بين 4 و5 أشهر في 2018. وقد بدأت شركات مثل دايملر وبي إم دبليو بتأمين احتياجاتها من شركة كا تي ال، التي شرعت في يوليو الماضي ببناء مصنع في اورفورت في المانيا والتزمت دايملر (مرسيدس) ب240 مليون طلبية في غضون 2022، في حين تبلغ قيمة عقد «بي ام دبليو» 1.5 مليار يورو في ألمانيا و2.5 مليار في الصين. بينما شركات اخرى فتعتزم إنشاء مصانع بطاريات خاصة بها، مثل «فولسفاجن» التي اعلنت الاسبوع الماضي انها ستستثمر في مصنع خاص بها، بالتعاون مع الشركة السويدية نورثفولت. وبحسب وكالة "بلومبيرج"، يمكن أن تشارك المجموعة الفرنسية «بي إس اي» في مشروع، أطلقه الوزراء الأوروبيون خلال الأسابيع الماضية مع مجموعة توتال لاقامة مصنع في فرنسا وآخر في ألمانيا. وتهدف المبادرة إلى خفض اعتماد الأوروبيين على الشركات الآسيوية التي تمثل اليوم 90 في المئة من قدرات العالم لإنتاج بطاريات كهربائية.