يواجه السوريون فى مصر الذين هربوا من بطش وقمع نظام بشار الأسد العديد من المشكلات، فهم بين لاجئ شاكٍ من عدم وجود مأوى أو غلاء إيجارات السكن، وبين آخر يشكو من عدم وجود أوراق لاستكمال تعليم أولاده فى مصر، وآخر لا يجد دخلاً يعينه على غلاء الأسعار. وفى محاولة لتخفيف أوجاع اللاجئين السوريين بالقاهرة قامت "المصريون" برصد مشكلات السوريين الفارين من جحيم النظام الدموى، لتوصيل رسالة إلى السلطات المصرية لتخفيف الأعباء عنهم. فى البداية قال خليل الخطيب، وهو لاجئ من ريف دمشق، إنه عانى كثيرًا من إيجاد مأوى له فى مصر بعد قرار الرحيل عن دمشق بعد المجزرة التى حدثت بقريته وراح ضحيتها أكثر من 200 شهيد فى يوم واحد إلى أن احتضنه حزب "النور" السلفى فى منطقة الهضبة بالمقطم، ولكن مشكلته هى السكن وهى تعتبر أكبر عائق للسوريين فى مصر حيث إن الأموال التى يملكونها تنفد ومن يملك إيجار شهر لا يملك إيجار الشهر القادم، بالإضافة إلى تعنت بعض المالكين بالمطالبة بتأمينات مبالغ فيها. واشتكى الخطيب من صعوبة إثبات أخوته فى المدارس المصرية، حيث لا توجد أوراق تثبت ذلك بسب إتلافها من جانب قوات بشار على الرغم من قرار الرئيس باستكمال تعليم السوريين فى مصر، بالإضافة إلى مشكلة الحصول على عمل لتوفير الأموال اللازمة للحياة.. وقال إن حزبى "الحرية والعدالة" و"النور" يقدمان مساعدات غذائية من وقت لآخر لأسر اللاجئين لتخفيف المعاناة ويحاولون بشتى الطرق حل مشاكلهم.. وأكد أن حزب "النور" يحاول أن يعود بباقى أسرته البنات ونجدتهم من بطش الأسد، وأن أعضاء الحزب يسعون لإخراجهم عن طريق لبنان وإرسال طائرة خاصة على حساب الحزب. إلى ذلك روى أبو عبيدة العثمان (23 عامًا)، قصته بأنه كان يعيش حياة آمنة فى سوريا بدون أى مشكلات، وكان يتلقى تعليمه بكلية الزراعة بدمشق ولكن فرعنة الأسد وسعيه إلى الاستمرار فى الرئاسة على جثث شعبه انهارت أمامها كل أحلامه وشردت أهله ولجأ إلى مصر بعد نجاح الثورة المصرية، أملاً فى استقرار الأوضاع ولكن دون جدوى فتعرضت أسرته لمشكلة المسكن حيث عانت أسرته أيامًا طويلة دون سكن حتى وجدت شقة مناسبة.. وأضاف: "مشكلتنا هى أننا نُعامل معاملة غير طيبة من بعض الجهات التعليمية فى مصر، رغم قرار الرئيس محمد مرسى بمعاملة السوريين كالمصريين فى الجامعات والمدارس، لكن بعض الموظفين لم يصل إليهم القرار بعد". أما معن الناصر، فهو شاب سورى، لجأ هو وأسرته إلى مصر بعد ظلم قوات الأسد وبطشهم، واشتكى من غلاء أسعار المعيشة المصرية ومن مشكلة الإقامة فى مصر، وطالب السلطات المصرية بتيسير الأوراق المطلوبة للسوريين، خاصة أن جميعها ذهب ببطش بشار الأسد. وقال خليل الكردى، أمين عام تيار "الكرامة الوطنية" السورى، إن أوجاع السوريين فى مصر أخف بكثير من ظلم وبطش بشار الأسد، وأن أهمها هو كيفية الحصول على سكن مناسب ومشكلة الإقامة التى تحددها السلطات المصرية، فبعض الأسر يحصلون على إقامة لثلاثة شهور فقط، وتساءل أين يذهب هؤلاء بعد هذه المدة؟، وطالب باتخاذ جميع التدابير لوجود هؤلاء اللاجئين بشكل شرعى.. وأوضح أن عدد اللاجئين إلى مصر وصل مؤخرًا إلى أكثر من 120 ألف لاجئ سورى هاربين من بطش الأسد، وآملين فى مصر أن تحتضنهم باسم الوحدة بين البلدين، مطالبًا السلطات المصرية بمساعدة اللاجئين وحل مشاكلهم وتوفير عمل لهم.