دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، إلى ضرورة محاكمة المتورطين في جرائم عنف جنسي بحق نساء الروهنغيا في إقليم أراكان، غربي ميانمار. وقدم غوتيريش، في تقريره "العنف الجنسي المتصل بالصراع"، الذي سيصدر رسميا الأسبوع المقبل، صورة قاتمة للأوضاع التي عشنها نساء الروهنغيا خلال رحلة هروبهن من ولاية راخين (أراكان)، عقب إطلاق جيش ميانمار حملته العسكرية في أغسطس/آب 2017. وقال الأمين العام في تقريره الذي حصلت الأناضول على نسخة منه: "كان التهديد الواسع النطاق للعنف الجنسي واستخدامه من قبل أفراد يُزعم أنهم ينتمون للقوات المسلحة الميانمارية (تاتماداو) جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتهم". وأوضح أن هذه الاستراتيجية تتمثل في "إذلال مجتمع الروهنغيا وإهانته وإرهابه، ومعاقبتهم جماعياً، واستخدام العنف الجنسي كأداة محسوبة لإجبارهم على الفرار من أوطانهم ومنع عودتهم". وأردف قائلا "عندما زارت ممثلتي الخاصة مخيمات كوكس بازار في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، استمعت إلى روايات من كل امرأة وفتاة تقريبًا عن أنماط الاغتصاب، والتعري القسري، والاختطاف بغرض الاستعباد الجنسي أثناء الحملات العسكرية". وتابع "كما تلقت شهادة مباشرة من النساء اللائي تعرضن لعمليات تفتيش جسدية، بما في ذلك عمليات التفتيش المهبلي التي أجراها ضباط الأمن الذكور". وذكر غوتيريش بأن "الهجرة الجماعية لما يقرب من 700 ألف مدني من الروهنغيا من ولاية راخين في ميانمار، إلى كوكس بازار، ببنغلاديش، تسببت في خلق أزمة إنسانية استحوذت على اهتمام العالم". وأضاف بأن "النسوة من الروهنغيا تحملت ندوبا جسدية ونفسية، بعد أن تعرضن للاعتداء الجنسي الوحشي، ويُزعم أن تلك الهجمات ارتكبها أفراد من القوات المسلحة الميانمارية، وكانوا يتصرفون في بعض الأحيان بالتنسيق مع أفراد الميليشيات المحلية". وشدد أمين عام الأممالمتحدة في تقريره على أن "الظروف لن تكون مواتية للعودة الآمنة والتعايش السلمي للروهنغيا في راخين، إلا من خلال محاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم عنف جنسي وغيره من أشكال العنف". ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهنغيا في أراكان. وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين عن مقتل آلاف الروهنغيين، واغتصاب المئات من نسائهم، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلادش، وفق الأممالمتحدة. تعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأممالمتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".