أعلنت الأممالمتحدة، الخميس، أن أعداد النازحين الفارين من القتال في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، تجاوز 8 آلاف شخص. وجدّدت المنظمة الأممية دعوتها لكافة الأطراف باحترام الدعوات إلى هدنة إنسانية، للسماح للمدنيين المحاصرين وسط تبادل لإطلاق النار، بالانتقال إلى أماكن أكثر أمنا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك. وقال دوغريك، إن "الاشتباكات ازدادت حدة في جنوبي طرابلس، وكانت الساعات ال24 الماضية الأعنف منذ اندلاع القتال". وأضاف: "لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء رفاه المدنيين في مناطق الاشتباكات وما حولها، ونتلقى تقارير متزايدة تفيد بقصف عشوائي على المناطق المدنية، ما يؤدي إلى تصاعد النزوح ومنع الوصول إلى خدمات الطوارئ". وتابع: "أفاد زملاؤنا في المجال الإنساني، أن النزوح مستمر في الارتفاع من المناطق المتأثرة بالاشتباكات في طرابلس والمناطق المحيطة بها، وحتى الآن، فر أكثر من 8 آلاف من القتال، وفق المنظمة الدولية للهجرة". ولفت إلى أن "نحو 650 عائلة طلبت الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا، لكن بسبب القيود المفروضة على الوصول، والأعمال القتالية والاستخدام العشوائي للأسلحة، لم تتمكن فرق الإجلاء إلا من الاستجابة ل15 بالمائة من جميع الطلبات". ووفق دوغريك، فإن "مزودي خدمات الطوارئ يعملون الآن في ظل مخاطر هائلة، وقيل إن ثلاثة من أفراد الطاقم الطبي قتلوا، وجُرح أربعة من المستجيبين الأوائل (المسعفين)". وأشار إلى أن "منظمة الصحة العالمية قامت، من جانبها، بنشر فرق طبية طارئة، لمساعدة المستشفيات على التغلب على عبء حالاتها ودعم الطاقم الجراحي". وجدد دوغريك التأكيد على "مواصلة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، عملها ودعم جهود المساعدة الإنسانية". وقال إن الأممالمتحدة "تحث جميع الأطراف على احترام الدعوات إلى هدنة إنسانية، للسماح للمدنيين المحاصرين وسط تبادل لإطلاق النار بالانتقال إلى أماكن أكثر أمنا". ونفى دوغريك تقارير إعلامية صادرة في نيبال، في وقت سابق الخميس، ذكرت أن وحدة جنود النيبال في طرابلس على وشك المغادرة. وأكد أن أفراد الوحدة، الذين تشارك بهم نيبال، باقون في طرابلس لحماية بعثة الأممالمتحدة بالمدينة، دون تفاصيل أخرى حول هذه الجزئية. والخميس الماضي، أطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا، قبيل انعقاد مؤتمر للحوار، كان مقررا بين الأحد والثلاثاء المقبلين، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط، قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى.