بسبب الظلم الذى تتعرض له النساء نتيجة للعادات القبلية، أو للفهم الخاطئ للشريعة، دشن الأزهر الشريف فى يناير الماضى، حملته التوعوية «نصيبا مفروضا» للتوعية بأحكام الميراث موضحا أن عقوبة ظلم المرأة فى ميراثها شديدة ومغلظة وهى معصية لله ورسوله وتعدٍ على حدود الله. وحذر الأزهر الذين يحرمون النساء من ميراثهن الشرعى سيُحرمون من ميراثهم فى الجنة، وأن العادات إن خالفت الإسلام لا قيمة لها بل يُحرم العمل بها. وقال عضو حملة «نصيبا مفروضا» وعضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية الذى دشن الحملة الشيخ معاذ عبدالرحمن شلبى، إنه ليس من حق أحد أن يمنع وارثا من حقه فى الميراث، ومنع الميراث مسألة جنة أو نار، إذ يقول الله فى سورة النساء «تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارا خَالِدا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ». وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «إن من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار، قالوا: فإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: وإن قضيبا من أراك، قال ذلك ثلاث مرات»، بحسب تصريحاته للشروق. وأوضح أيضا أنه من أشكال ظلم المرأة فى الميراث هو قبولها بالقليل من المال الذى لا يساوى حقها الشرعى، فإن رضيت دون ضغط فهذا ميراثها التى تنازلت عن جزء منه، أما إذا قبلت ذلك بضغوط وعلى غير طيب نفس فهذا اثم وظلم، وللأسف ظلم المرأة فى المواريث موجود ومنتشر فى كل قرية. وكان مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام قد أكد فى فتوى أخرى على موقع دار الإفتاء، أن حرمان الإناث من ميراثهن بغير رضا منهن مخالف لأحكام الميراث الشرعى. وفى أرشيف فتاوى دار الإفتاء المصرية حول حرمان النساء من ميراثهن، تقول الإفتاء : إن حرمانهن من ميراث الجاهلية التى جاء الإسلام ليجتثها ويهيل عليها التراب إلى الأبد، فلا بارك الله فيمن أحياها مرة أخرى، وهذا يكون من أكل أموال الناس بالباطل، وهو من كبائر الذنوب التى توعد عليها الله تعالى مرتكبها بشديد العذاب.