فرقت قوات الأمن السودانية، الإثنين، تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام بمدينة القضارف، شرقي البلاد، بقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق شهود. يأتي ذلك فيما نظم أساتذة جامعة الخرطوم وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي، للمطالبة بانتقال سلمي للسلطة في البلاد. وفي 31 يناير الماضي، وقع 541 من أساتذة جامعة الخرطوم (أعرق الجامعات السودانية)، على مبادرة تطالب بتشكيل حكومة انتقالية. وأفاد شهود عيان، أن مئات المتظاهرين خرجوا بمدينة القضارف، رافعين شعارات تطالب ب "إسقاط" حكومة الرئيس عمر البشير، وفق وكالة "الأناضول". وأوضح الشهود، أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في ولاية القضارف، من دون معرفة ما إذا كانت قد تسبب في إصابات أم لا. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات لتظاهرات في الجامعة الوطنية بالخرطوم (خاصة)، وجامعة الأحفاد للبنات (خاصة)، بمدينة أم درمان غربي العاصمة. كما نظم أشخاص من ذوي الإعاقة وقفات احتجاجية، وقفة مماثلة بأم درمان. ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب السلطات السودانية حول التظاهرات والوقفات. وفي 22 فبراير الماضي، أعلن الرئيس السوداني، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام، وحل حكومة الوفاق الوطني وحكومات الولايات. كما طلب البشير، من البرلمان تأجيل النظر في التعديلات الدستورية، ضمن سلسلة تغييرات وقرارات يبدو أنها خطوات نحو إعادة ترتيب البيت الداخلي، وتهدئة لغة الخطاب مع المعارضة، بعد توصيفات سابقة لفئات من المحتجين من قبيل "الخونة" و"المتمردين". جاء ذلك في خطاب للرئيس البشير، دعا فيه أيضا جميع الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والشباب إلى الحوار من أجل الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد. ومنذ 19 ديسمبر الماضي، تشهد مدن عدة احتجاجات منددة بالغلاء، ومطالبة بتنحي البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما قالت منظمة العفو الدولية، في 11 فبراير الماضي، إن العدد بلغ 51 قتيلا.