نظام لبنانيون، الإثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية تضامنًا مع مواطن انتحر حرقًا، جراء أزمة مع مدرسة ابنته نتيجة عجزه عن سداد المصروفات. وجاءت الوقفة استجابة لدعوة من "اتحاد أولياء أمور" طلاب المدارس الخاصة (غير حكومية). وطالب المشاركون في الوقفة القيادات اللبنانية ب"محاسبة الفساد"، والبدء بوزارة التربية لأن إصلاح باقي القطاعات "لا قيمة له إذا بقي الشعب جاهلأً"، بحسب محتجين. وتوفي جورج زريق، الجمعة الماضي، بعدما أضرم النار في نفسه بباحة مدرسة "بكفتين"، شمالي البلاد، احتجاجا على رفض المدرسة منحه "ورقة نقل"، ابنته إلى مدرسة أخرى، مشترطة سداد الأقساط المدرسية المتراكمة. من جانبه، أعرب شكري زريق، شقيق الراحل، عن أمله في عدم تكرار المأساة، مطالبًا الدولة ب"إصلاحات في منظومة التعليم". واعتبر، في كلمة خلال الوقفة، أن "الاستفزاز الذي قامت به المدرسة هو الذي دفع شقيقه إلى إحراق نفسه ويجب محاسبة مدير المدرسة وإدارتها". وبسبب تردي مستوى التعليم في بعض المدارس الحكومية، يضطر لبنانيون إلى تعليم أبنائهم في مدارس خاصة، غير أنهم يشكون من ارتفاع مصروفات تلك المدارس. ويضطر العديد من الأهالي إلى سحب أطفالهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية لعجزهم عن تحمل أعباء المدارس الخاصة. وتبدأ المصروفات السنوية بالمدارس الخاصة في لبنان من 5 آلاف دولار، ويتضاعف هذا الرقم وفق مستوى المدرسة وسمعتها. وبحسب إحصاءات رسمية، شهد لبنان العام الماضي، 200 حالة انتحار، مقارنة ب143 حالة خلال 2017، وهو عدد مرتفع نسبيا في مجتمع تحرّم كل طوائفه قتل الإنسان نفسه. ووفق الإحصاءات ذاتها، فإنه بين 2009 و2018، وقعت في لبنان 1393 حالة انتحار، لأسباب مختلفة.