"ركع ثم قال يا رب سامحني"، وبعلبة ثقاب أشعل "جورج زريق" النار في جسده أمام المدرسة التي أجبرته على الانتحار، بعد أن أغلقت في وجهه كل السبل لنقل ابنته، ولتوصيل رسالة للعالم أن الموت عنده أرحم من النظر في وجه طفلته التي لم يستطع دفع نفقات تعليمها في المدرسة الخاصة. عجز المواطن اللبناني جورج زريق، عن دفع أقساط أولاده المدرسية، فأقدم على إضرام النار بنفسه أمام مدرسة خاصة في منطقة الكورة بلبنان، احتجاجا على عدم إعطائه بيانا مدرسيا لابنته لعدم تسديده المستحقات المالية. وكان جورج يرغب في نقل ابنته من مدرسة "سيدة بكفتين" في الكورة إلى مؤسسة تعليمية حكومية أخرى لعدم قدرته على تسديد المستحقات وتردي وضعه المادي، لكن المدرسة رفضت إعطاءه الإفادة الدراسية اللازمة، فقرر الانتحار وأضرم النار في نفسه.
الأمر الذي سبب صدمة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا لانتفاضة على السوشيال ميديا، وأصدر مكتب وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب بيانا بفتح تحقيق عاجل عن الحادث، وشدد على أنّ وزارة التربية التي استوعبت خلال العام الحالي في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوان يوماً عن منح الطلاب الافادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقاً من حق الوصول إلى التعليم للجميع".
كما أصدر وزير العدل البرت سرحان بيانا جاء فيه: "مع تعاطفي الصادق مع عائلة المرحوم جورج زريق، واستنكاري الشديد لهذا الحادث المؤلم، اؤكد استكمال التحقيقات القضائية لجلاء الملابسات توصلا الى ترتيب المسؤوليات. رحمه الله". علقت الفنانة نجوى كرم على وفاة زريق على حسابها في "تويتر": "شي مأساوي.. وهالإنسان حدا من كتار... كلّ يوم عم تنحرق قلوبن عن يوم. الله يرحمك جورج زريق. ما بدنا نضلّ واقفين قدام المشكلة، لازم نلاقي حلّ".
وتداول عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لطفلة توجّه رسالة للمدارس في لبنان محذرة إياهم من تكرار حادثة جورج زريق مع غيره من المواطنين.
وشاركت الفيديو النجمة إليسا الفيديو ونشرته عبر حسابها على ″تويتر″. وقالت، : ″عمرها 6 سنين وحكيها أفضل من كل الكبار″.