انتقد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان زيارة الرئيس مرسي إلى إيران، قائلاً: "إنه من المزعج جداً أن تكون إحدى أولى رحلات الرئيس المصري المنتخب حديثاً الخارجية هي لحضور قمة عدم الإنحياز في طهران هذا الاسبوع". وخاطب فريدمان مرسي قائلاً: "عفواً سيدي الرئيس، ولكن السبب الوحيد الذي يجعل النظام الإيراني حريصاً على إقامة القمة في طهران وعلى أن يحضرها رؤساء دول مثلك، هو رغبته في أن يحمل ذلك إشارة للشعب الإيراني بأن العالم يدعم النظام الإيراني، وبالتالي فإنهم لا ينبغي لهم أبداً أن يفكروا مجدداً في إطلاق حركة ديموقراطية، مثل تلك الحركة الديموقراطية التي أتت بك أيها الرئيس مرسي إلى السلطة في مصر". وذكّر فريدمان مرسي بأنه في العام 2009 قام النظام الإيراني بقمع الثورة الخضراء وقتل المئات وإعتقال الآلاف من الإيرانيين الذين لم يطالبوا إلا بالشئ نفسه الذي حصل عليه المصريون، وهو أن يتم إحتساب أصواتهم بأمانة وإحترام نتائج الإنتخابات، وان مرسي - الذي أتت به ثورة ديموقراطية شجاعة - بزيارته لإيران يضفي بذلك شرعية على النظام الإيراني الذي قمع بوحشية مثل هذه الثورة في إيران. وقال فريدمان أن ذلك لا يبشر بالخير، وأن ينبغي على مرسي "أن يخجل من نفسه". وتعجب فريدمان من تصريحات الرئاسة المصرية التي قالت بأن مرسي سيتوقف في طهران لبضع ساعات فقط من أجل تسليم رئاسة حركة عدم الإنحياز من مصر إلى طهران، مؤكداً على أنه كان بإمكان مرسي أن يفعل ذلك من خلال المراسلات البريدية، وأن ذلك كان من شأنه أن يبعث برسالة ديموقراطية قوية. وتساءل فريدمان عن مغزى حركة عدم الإنحياز حالياً، قائلاً أن الحركة التي ولدت في قمة باندونج في عام 1955 كانت تحمل منطقاً في ذلك الوقت الذي كان فيه العالم منقسماً بين الرأسمالية الغربية والشيوعية الشرقية، لتعلن وقتها الدول النامية مثل مصر ويغوسلافيا وأندونيسيا عدم إنحيازها لأي من الكتلتين. وأشار إلى أنه لم تعد هناك كتلة شيوعية حالياً، وأن الإنقسام الرئيسي في العالم اليوم هو بين الدول الديموقراطية والدول الغير ديموقراطية، متسائلاً عما إذا كان موقف مرسي هو "عدم الإنحياز" في المواجهة بين الديموقراطيات والديكتاتوريات، وعما إذا كان قراره هو عدم الإنحياز ضد النظام الديكتاتوري الإيراني المتواطئ في قمع الثورة السورية. وقال فريدمان: "بالنسبة للرئيس مرسي فأنا أود أن أراه ينجح في تحويل مصر"، مؤكداً على أن ذلك سيكون دفعة كبيرة للديموقراطية في العالم العربي، مشيراً إلى أن ما تحتاجه مصر لا يمكن العثور عليه في طهران. ويرى فريدمان أن أول رحلة خارجية كبرى لمرسي لم يكن ينبغي ان تقتصر على الصين وإيران فقط، وإنما كان عليها أن تشمل أوروبا وآسيا بأكملها لطمأنة المستثمرين والسياح بأن مصر مفتوحة للعمل مرة أخرى، وربما كان ينبغي أن يقوم بزيارة وادي السيليكون ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا للقاء الكيميائي المصري الحائز على جائزة نوبل، أحمد زويل، في إشارة على إلتزامه بإحياء التعليم في مصر. وشدد على أن على مرسي أن يدرك أنه بزيارته لطهران يساعد على تلميع النظام الوحشي الذي يقمع المعارضة. واختتم قائلاً بأنه يأمل أن يكون الرئيس مرسي قد قرأ الخطاب الذي بعثته إليه جماعة الديموقراطية الإيرانية "سفراء الأمل الأخضر"، والذي دعت فيه مرسي إلى تذكير مضيفيه الإيرانيين ب"مصير القادة الذي يديرون ظهورهم لأصوات شعوبهم"، وحثهم على حكم بلادهم بالإعتماد على دعم الشعب الإيراني وليس القوات العسكرية.