أبدت صحف أمريكية، الأربعاء، انزعاجها من توجه الرئيس محمد مرسي شرقًا إلى الصين وإيران، اللتان يزورهما في أول جولة رسمية له منذ توليه منصبه في أول يوليو الماضي، معتبرة أنها تشكل دعمًا لنظام قمعي هو النظام الإيراني، وتحجيمًا للنفوذ الأمريكي في مصر بالتوجه نحو الشراكة مع الصين. ورأى الكاتب الأمريكي البارز، توماس فريدمان، أن زيارة مرسي إلى طهران الأسبوع المقبل، لحضور قمة عدم الانحياز، خطوة «خاطئة ومزعجة». وأوضح «فريدمان»، في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»، أن هدف إيران الوحيد، من عقد هذه القمة هو إظهار موافقة العالم على قيادة رجال الدين لطهران، وبالتالى لا يجب أن يفكر الشعب الإيراني فى الديمقراطية التي جلبت الرئيس مرسي للسلطة في مصر. وقال «فريدمان» إن «النظام الإيراني أجهض الثورة الخضراء في 2009 وأطلق النيران، وسجن الآلاف من الإيرانيين لنفس السبب الذي حصل عليه المصريين، وهو أن تكون أصواتهم الإنتخابية مؤثرة، عكس إيران التي سحقت أي مطالب تنادي بمثلما حدث في مصر بوحشية»، على حد تعبيره، في إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت في إيران عام 2009. ونوّه «فريدمان» إلى أن مرسي كان عليه «أن يذكر نظرائه الإيرانيين الديكتاتورين أنه أصبح رئيس الجمهورية في مصر بعد أن أدار حكام مصر السابقين ظهورهم لديمقراطية شعوبهم». وتساءل «أي قمة عدم انحياز سيزورها مرسي، فهل انحياز للاختيار بين الديمقراطية والديكتاتورية، وخاصة ديكتاتورية إيران المتورطة في سحق الثوار السوريين؟». ومضى «فريدمان» يقول «لماذا زيارة الصين وإيران فقط؟ كان يجب على مرسي أن يزور أوروبا وآسيا لطمأنة المستثمرين والسياح على الوضع في مصر، كما كان يجب أن يذهب إلى وادي السيليكون، ومعهد كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة للقاء الدكتور أحمد زويل، للإشارة إلى التزامه بإحياء العلم في مصر». ويرى خبراء أن توجه مرسي نحو بكينوطهران في جولته الخارجية الأولى يشكل تحولاً كبيرًا في السياسة الخارجية المصرية التي انتهجها الرئيسان السابقان السادات وحسني مبارك، والتي اعتمدت بشكل أساسي على التوجه نحو الولاياتالمتحدة وأوروبا بدرجة أقل. ومن جانبها، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن الرئيس مرسي قام بخطوات مبكرة من أجل توثيق علاقة مصر بشكل أكبر مع بكين، في أول جولة رسمية له خارج الشرق الأوسط، في الوقت الذي يمثل الدور الصيني في المنطقة تحدياً متزايداً أمام النفوذ الأمريكي فيها. وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي استطاع خلال الزيارة تأمين رصيد من المساعدات الاقتصادية في مصر، معتبرة أن تلك الزيارة تؤكد أن القاهرة تنظر إلى الصين كشريك مهم. ورأت الصحيفة أن حرص مرسي على تعميق العلاقات مع الصين «أحدث مؤشر على ظهور بكين كقوة سياسية في الشرق الأوسط بما يعقد السياسة الخارجية لأمريكا في المنطقة». ومرسي هو أول رئيس مصري يزور إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية في هذا البلد عام 1979، إذ استضافت مصر الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية.