عقب فتواه بتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد انتشرت موجة من الجدل بين العراقيين عن حقيقة مفتي العراق مهدي الصميدعي وعلاقته بقائد فيلق القدس" قاسم سليماني". الكاتب والمحلل العراقي، علي الحيالي، قال إنه لم ير ولم يسمع أن مواطنًا عراقيًا قام بتوجيه سؤال ديني إلى الصميدعي بغية الحصول منه على فتوى بخصوص احتفالية أعياد الميلاد. وأضاف الحيالي، في تصريحات صحفية أن الغالبية من العراقيين لم تكن تعرف الصميدعي، ومن يعرفه من البقية يعتبره مفتي إيران، وذلك بسبب علاقته الوطيدة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري. وأوضح أن منصبه الذي يدعي أنه "مفتي الجمهورية"، هو منصب وهمي تم استحداثه من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، لافتًا إلي أن المالكي إبان حكومته قام بدعم الصميدعي وأعطاه جامع أم الطبول الذي يعتبر رمزًا دينيًا لأهل السنة في العراق. يذكر أن الصميدعي كان قد أصدر فتوى مثيرة للجدل الجمعة الماضية، بتحريمه المشاركة في احتفالات أعياد رأس السنة. وكان قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني قد قام بصحبة نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بزيارة مهدي الصميدعي في جامع أم الطبول وسط بغداد، في مطلع الشهر الجاري. واستقبل الصميدعي سليماني والمهندس لبحث تطورات الوضع السياسي، وتشكيل الحكومة العراقية، إذ طالب الصميدعي سليماني بمنحه دورا في الحكومة العراقية، بحسب بيان دار الإفتاء العراقية. وانتشرت منذ فترة صورة على موقع دار الإفتاء يظهر فيها قاسم سليماني وهو يقدم سيفًا للصميدعي، وبحسب المراقبين فإن ذلك التصرف يدل على أن الصميدعي سيكون أحد أبرز أوراق إيران النفوذية في المجتمع السني. وشكلت دار الإفتاء العراقية التي يترأسها مهدي الصميدعي، في وقت سابق ميليشيا مسلحة باسم "حركة المقاومة الإسلامية - أحرار العراق" بذريعة مقاتلة داعش، وبحسب المصادر فإن تمويله كان يأتي عن طريق ميليشيات الحشد الشعبي. ويرى محللون أن عدم تمكن إيران من بسط نفوذها الكامل على مجلس النواب العراقي، جعلها تسعى لكسب جمهور جديد من المكون السني تتمكن من خلاله من بسط جناحها على المناطق الغربية.