اعتبر عدد من القوى السياسية والثورية أن إحجام المواطن المصرى عن المشاركة فى مليونية 24 أغسطس أمر متوقع، خاصة مع غموض أهدافها وعدم وضوح الرؤية حولها، إضافة إلى أن العناصر الداعية للمليونية هى شخصيات تعمل فى الأساس لدعم بقايا النظام السابق ولا ترتبط بأى حال من الأحوال بالقوى الثورية الحقيقية، معتبرين أن قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة ساهمت بشكل كبير فى كسب ثقة القوى الثورية والشارع المصرى الذى يسعى الآن إلى الاستقرار وتحقيق النهضة وليس الرجوع إلى الفوضى. ووصف المفكر القبطى جمال أسعد مظاهرات أمس ب"الخاطئة والمريبة"، خاصة مع رفعها شعار حرق مقار الإخوان، وعمليات العنف مع عدم الثقة فى الداعين إلى تلك التظاهرات، مضيفا: "تصور نجاح هذه التظاهرات فى إسقاط الرئيس مرسى أو جماعة الإخوان، هبل سياسى". وقال أحمد محمود، أمين حزب الحرية والعدالة بالسويس، إن الشعب المصرى أثبت بعدم استجابته لدعوات التظاهر وقوفه خلف الشرعية ودعمه لاستقرار البلاد والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، معتبرًا أن التظاهرة عكست الحجم الحقيقى للداعين لهذه المليونية. واستبعد محمود أن يكف هؤلاء الداعون لمعارضة الرئيس محمد مرسى عن انتقاداتهم، معتبرًا أنهم ينفذون أجندات خاصة بإثارة البلبلة وعدم الاستقرار، ولذلك فإن فشل تظاهرات أمس لن يمنعهم من الاستمرار فى سياستهم. واعتبر عمرو فاروق المتحدث الرسمى باسم حزب الوسط أن إحجام المواطنين عن المشاركة فى التظاهرات أمر متوقع، خاصة أن العناصر الداعية للمليونية هى شخصيات تعمل فى الأساس لدعم بقايا النظام السابق. وأكد أن إقالة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان ساهم فى إنهاء ازدواجية السلطة والتخلص بدرجة كبيرة من أذناب النظام السابق. وأضاف أن المليونية عكست نظرة الشعب لهم وعدم اعترافه بهم، مؤكدًا أن التيار الإسلامى لا يسعى مطلقاً لتكميم الأفواه، وحرية التعبير لكن فى إطار حرية الرأى وليس التشويه. فيما وصف خالد سعيد، الأمين العام للجبهة السلفية تظاهرات أمس، بأنها إسقاط للثورة المضادة وإفشال للمخططات التى كانت تريد أن تدخل البلاد فى دوامة من الاحتجاجات، مشيرًَا إلى أن دعوات التظاهر كانت تعتمد إلى حد ما على الطائفية. وشدد على أن عصر الحرية لا يعنى التطاول والاتهامات الكيدية للتيار الإسلامى بلا أساس أو معلومات حقيقية. وأوضح أن هناك فرقاً بين حرية التعبير والتطاول باسم حرية التعبير. من ناحيته، أكد حافظ السيد، مدير المكتب التنفيذى لمكتب أمناء الثورة، أن عدم استجابة الناس إلى مظاهرات أمس، جاء لغموض أهداف الداعين لهذه المسيرات، مضيفاً أن الإعلام أعطى لهذه المظاهرات هالة كبيرة على الرغم من أن الداعين لها قلة ينتمون إلى النظام السابق ويريدون إعادته مرة أخرى، إضافة إلى أن الدعوة تضمنت حرق مقار الإخوان ومنشآت حيوية، عكس ما قامت عليه ثورة الخامس والعشرين من يناير. وتساءل مدير مكتب أمناء الثورة عن سر التحريض ضد الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى الذى لم يكمل أكثر من 50 يومًا فقط من الحكم، مشيرًا إلى أن خروجنا فى ثورة 25 يناير جاء بعد مرور ثلاثين عامًا من الفشل والاستبداد. فيما اعتبر ياسر محمد، أمين عام ائتلاف ثوار أعلام، أن سبب فشل مليونية أمس، جاء بسبب قرارات الرئيس مرسى الاستباقية كإلغاء قرار حبس الصحفيين وعزل طنطاوى وعنان، إضافة إلى اختياره المستشار محمود مكى نائبًا له، مما أحدث حالة من الرضا فى الشارع الثورى حال بين خروجهم لتظاهرات 24 أغسطس. وأوضح حمادة الكاشف، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن أهم أسباب عدم الاستجابة للتظاهرات هو أن الدعوة لها جاءت من خلال عناصر مجهولة وفلولية لا ترتبط بأى شكل بالقوى الثورية.