على الرغم من فتح الباب مبكرًا أمام الراغبين في أداء عمرة المولد النبوي، إلا أن الإقبال كان ضعيفًا مقارنة بالسنوات السابقة، ما دفع شركات السياحة إلى تخفيض تكاليف السفر والإقامة لجذب أكبر عدد من المواطنين الراغبين في أداء العمرة. وقال أصحاب شركات سياحية، إن انخفاض الإقبال على رحلات "عمرة المولد النبوي" أدى إلى قيام البعض بتخفيض أسعار البرامج؛ لتبدأ من 9 آلاف جنيه لرحلات البري، و11 ألف جنيه للطيران الاقتصادي هذا العام.، وفي تصريح إلى "المصريون"، قال حسام عبد الجواد، مالك شركة سياحية التي تعمل في تنظيم رحلات العمرة، إن "هناك أسبابًا متعددة وراء تراجع الإقبال على العمرة، منها ارتفاع أسعار الرسوم والتأشيرات عامة، مع إن العمل على توثيق العقود مع الجانب السعودي لم ينتهِ بعد". وأشار إلى "أن العام الدراسي أثر أيضًا بشكل سلبي على الإقبال على عمرة المولد؛ لانشغال الطلاب وأولياء الأمور بالدراسة"، متوقعًا ارتفاع الإقبال على العمرة في منتصف العام الدراسي، "بعد أن يعتاد المواطنون عليها لشكهم حتى الآن في جدية فتح باب العمرة، نظرًا لما حدث خلال الأعوام الماضية". من جهته، قال وليد محمد، صاحب إحدى الشركات السياحية: "لا نستطيع الحكم على العمرة في بداية الموسم، لكن بالطبع هناك أسباب وراء تراجع الإقبال عليها، منها الرسوم الكبيرة المفروضة على تكرار العمرة مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، والتخوف من فرض رسوم زائدة على المعتمر دون أن تتحملها الشركة". وأوضح ل"المصريون"، أنه "من ضمن الأسباب أيضًا اعتياد المواطنين منذ 3 سنوات على أن العمرة مقتصرة على ثلاثة أشهر فقط رجب، وشعبان، ورمضان، إضافةً إلى فترة الدراسة كون عدد كبير من الطلاب يؤدون مناسك العمرة". وأشار إلى أنه "من المقرر تسيير 15 رحلة على مدار الموسم، تبدأ برحلات المولد النبوي، وتنتهي برحلات شهر رمضان القادم، على عدد تأشيرات 500 ألف تأشيرة موزعة على الموسم، على أن يجرى تسيير 200 ألف تأشيرة من 15 نوفمبر إلى يوم 21 يناير المقبل، بينما يجرى تسيير 200 ألف تأشيرة أخرى من 21 يناير وحتى نهاية شهر شعبان، فيما يجرى تسيير 100 ألف تأشيرة خلال شهر رمضان". من جانبه، قال عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران, إن "الإقبال على العمرة بالفعل ضعيف", موضحًا أن "السبب عدم توثيق الشركات للعقود, بجانب الوقت والذي قد يكون غير مناسب للمواطنين؛ خاصةً أن الفصل الدراسي الأول لم ينتهِ, بجانب الحالة الاقتصادية التي يمر بها المصريون", موضحًا أن الوضع الآن يختلف عن الأعوام السابقة. مع ذلك، توقع أن يرتفع الإقبال على رحلات العمرة في إجازة نصف العام الدراسي, وبعد أداء الطلاب الامتحانات؛ موضحًا أن "الموسم لم يبدأ ولكن سوف يبدأ بداية من شهر يناير". وأشار إلى أن "المتابعين للسفر لأداء العمرة ينتظرون الأحكام القضائية برفع ال2000 ريال؛ لأنها تمثل لهم عائقًا". في السياق نفسه، قال علاء الغامري، الخبير في المجال السياحي, إن "فتح الباب أمام الراغبين في الذهاب لأداء العمرة لم يكن متوقعًا للمواطنين, بجانب عدم التسويق الجيد من الشركات لجذب المواطنين". وأضاف ل"المصريون"، أن "فتح الباب لأداء العمرة جاء بعد دخول المدارس بفترة قصيرة, مما جعل الإقبال ضعيفًا", موضحًا أن "الإقبال سوف يتزايد مع حلول إجازة نصف العام الدراسي، خاصةً أن هذا الوقت تتوقف فيه العملية الدراسية، ولا يذهب الطلاب للمدارس, ويكون فيه الآباء متفرغين". وأشار إلى أن "الحالة الاقتصادية لها تأثير في بعض المواطنين, فقد زادت رسوم العمرة عن العام الماضي بنسبة ملحوظة". وأوضح أن في العام الماضي لم يكتمل العدد المطلوب وهو 500 ألف تأشيرة عمرة، لكن من المتوقع أن يكتمل العام الحالي.