قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن قرار الرئيس محمد مرسى بإحالة المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، واللواء سامى عنان رئيس الأركان السابق للتقاعد بعد تكريمهما وتعيينهما مستشارين له، أنهى معركة الصراع على السلطة التى اعتقد الكثير من المصريين أنها ستستمر طويلاً. ورأت أن منح المشير طنطاوى "قلادة النيل" والفريق سامى عنان "وسام الجهورية"، وتعيينهما مستشارين للرئيس مرسى بعد إحالتهما للتقاعد، قد ترك القليل من الشكوك بأنهما تقاعدا دون احتجاج، واعتبرت قرار الإحالة للتقاعد كان بمثابة "صدمة" غير متوقعة ودراماتيكية للقيادة العسكرية. وقالت إن ردود الفعل تجاه قرارات مرسى جاءت مخالفة لما كان متوقعًا، فيبدو أنها اسُتقبلت دون "عداوة"؛ على الرغم من خشية بعض الأصوات من إحداثها ردة فعل سلبية من قبل المؤسسة العسكرية، أو موجة غضب شعبى. ونقلت عن أحد ضباط الجيش قالت إنه لم يذكر اسمه لعدم التصريح له بالحديث لوسائل الإعلام إن قبول المؤسسة العسكرية لإصرار مرسى على استعادة صلاحيته؛ إنما يبرهن على رغبة قادة الجيش فى التنازل عن الكثير من الصلاحيات الواسعة التى كانت فى قبضتهم عقب الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك فى فبراير 2011. وتابع: "لقد فوجئنا بالقرار، لكننا تقبلناه من أجل مصالح الأمة، فنحن لا نريد الاستحواذ على السلطة؛ ولكن ما نسعى إليه فقط هو تحقيق الأفضل للبلاد". وأضاف أن القرار استُقبل بقبول واسع بين صفوف الجيش.. فبالنسبة لنا كان يجب أن يكون هناك تغيير نحن بحاجة إلى دماء وروح جديدة لنتمكن من العمل مجددًا. ونقلت عن ميشيل دُن مديرة المجلس الأطلسى فى مركز رفيق الحريرى لمنطقة الشرق الأوسط قولها أن طنطاوى وعنان كان من المفترض أن يواجها اتهامات جنائية بعد إحالتهما للتقاعد على خلفية كيفية إدارة المجلس العسكرى لشئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية التى استمرت 17 شهراً؛ لكن ربما تنحيهما تم بهدوء مقابل حصولهما على "حصانة" من الملاحقة القضائية. واعتبرت أن تكريمهما وتعيينهما بوصفهما مستشارين للرئيس يمكن أن يوحى ضمنيًا بأن هذين الشخصين سيتم تكريمهما، وليس محاسبتهما. وكشفت أن العامل الرئيسى وراء التسريع فى اتخاذ مرسى قرار تغيير القيادة، إنما هو حادث الهجوم على نقاط التفتيش المصرية فى رفح بالقرب من الحدود مع قطاع غزة والذى أسفر عن استشهاد 13 جندياً الأسبوع الماضى، وأشارت إلى أن الهجوم قد عرض الجيش والاستخبارات للنقد العنيف، مما جعل قرار مرسى بالإقالة أقل إثارة للجدل. وقالت إن مرسى قد أطاح بكل من طنطاوى، وعنان فى "صدمة" غير متوقعة ودراماتيكية للقيادة العسكرية. فيبدو أن الخطوة قد أنهت الصراع ما بين الرئيس، والقيادة العسكرية، تلك المعركة التى اعتقد الكثير من المصريين أنها ستستمر لسنوات. وتم تعيين اللواء عبد الفتاح السيسى – رئيس جهاز المخابرات العسكرية، أحد قيادات المجلس العسكرى ليكون خلفاً للمشير طنطاوى. كما خلف اللواء العصار، الفريق سامى عنان وشغل منصب رئيس أركان حرب الجيش المصرى.