مع إعتزازي الشديد بموقعكم الذي يبدو مغردا خارج السرب في ظل الهجمة العلمانية على الثقافة والصحافة العربية لا أعرف إن كنتم ستنشرون رأيي أم لا ،،، أولا أنا مراسل صحفي لإحدى المحطات العربية وأود التعليق على رسالة الأخ المسيحي سامي شلبي فكما تفضل بالحديث بلياقة وأدب نأمل أن تسود بين المسلمين والمسيحيين في مصر دوما أود أن أجيب كمسلم مصري على تساؤلاته في ظل غياب حوار حقيقي بين الطرفين على مستوى الشعب وليس على مستوى السلطة ! أخي سامي يجب أن تعلم أن الإسلام وهذا ليس إفتاءا من عندي بل سل أي عالم دين مسلم – وأرجو ألا يكون لديك غضاضة في ذلك فمن حقي أنا أيضا أن أحاور أي راهب مسيحي وأسأله عن موقفكم منا – المهم الإسلام يحثنا على أن نتعامل مع أهل الكتاب وهم النصارى ( وتعبير النصارى جاء من نصرتهم للمسيح عيسي عليه السلام - ) واليهود أيضا بالود والإحسان لأنكم أهل كتب سماوية لن أسرد عليك الآيات فبإمكان أي عالم دين مسلم فعل ذلك – ويخبرنا القرآن أيضا على أنكم أقرب مودة لنا من اليهود لأنك قوم لا تستكبرون – هذه هي القاعدة العامة في تعامل المسلم مع المسيحي واليهودي ولك أن تسأل عن أمثلة كثيرة كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل تجاريا وإنسانيا مع مسيحيين ويهود طالما أن هؤلاء لم يحملوا السلاح أو يحرضوا على القتال ضد المسلمين ولا أعتقد أن طائفة في العالم ستفتح ذراعيها لمن يريد قتالها إذن فنحن شركاء في الوطن وفي الإنسانية ،،، تسأل عما إذا كان الإسلام ينظر إليكم ككفار ---- إسمح لي أن أطلب منك أن تعود إلى العهد القديم وتقرأ ما يقال على لسان الرب بحق الشعوب الأخرى وكيف يجب إستعبادها من قبل بني إسرائيل وما إلى ذلك من هذا الكلام ،،، أنا لا أضع القرآن في مقارنة مع العهد القديم في هذه النقطة ولكن أريد من وراء ذلك أن لكل إنسان معتقده ،،، فإذا إعتقد المسيحي أن من لايؤمن بألوهية يسوع كافر فهذا شأنه ،، وكذلك المسلم إذا آمن بأن الإعتقاد في ألوهية المسيح كفر ،،، فهذا شأنه وشأن دينه الذي يؤمن بأنه من عند الله الذي خلقنا جميعا ،،، ولطالما عشنا قرونا مسلمون ومسيحيون ولم ينغص أحد على الآخر حياته أو يكرهه على ترك دينه أو يشعر بعنصرية في التعامل معه ،،، هذا لم يحدث في مصر أبدا ،،، لماذا يحدث هذا الآن لوجود متطرفين من الجانبين المسلم والمسيحي يسعون لإذكاء نار الفتنة لمصلحتهم الخاصة ،، ولأن السلطة تستفيد من ذلك ولأنها حجبت العلماء المسلمين عن الناس فصار الجهال يفتون بغير علم ،،، أقول ذلك وأنا عشت طوال حياتي مع أصدقاء وجيران مسيحيين لم يكن بيني وبينهم أي ضغينة ،،، فهم أحرار في دينهم مسألة أن نساءكم وأموالكم حلال لنا ، لم أسمع بها قط وليست في الدين من شئ ،،، أم لعلك تتحدث عما قامت به الجماعات الإرهابية في التسعينات فهذا أمر مختلف ،، مسألة سبي النساء والأموال كانت في قتال المشركين أو قتال الذين يحاربون المسلمين وليس الذين يسالمونهم وأتفق معك في أن الأقباط تعني مسلمي ومسيحيي مصر ،،، فكثير من الأقباط إعتنقوا الدين الإسلامي ،، ومسألة التزاوج مع الجنس العربي لاتجعل جميع المصريين عربا وإنما هم خليط في النهاية أتمنى لك السلامة والشفاء بكل محبة وإخلاص ،،، فنحن جميعا مصريون أبناء وطن واحد عاش أجدادنا الفا وأربعمئة عام جنبا إلى جنب ،، ولربما تجمع بين أجدادنا أواصر قرابة ،، أحمد سمير