عاد العشرات من مقاتلي المعارضة الإثيوبية المسلحة إلى البلاد، اليوم الإثنين، بعد 20 عاماً قضوها في قتال حكومة أديس أبابا انطلاقا من الأراضي الإريترية، وفق ما نقله التلفزيون الإثيوبي (حكومي). وتأتي عودة المقاتلين إلى إثيوبيا، ضمن عملية مصالحة سياسية ينتهجها رئيس الوزراء، آبي أحمد علي، منذ توليه السلطة، مطلع أبريل الماضي. وقال "نغسو طلاهون" مسؤول الاتصال الحكومي في إقليم الأمهرا الإثيوبي (شمال)، إن 230 من مقاتلي ائتلاف المعارضة المسلحة، وصلوا اليوم مدينة "ورتا" بأمهرا، قادمين من مدينة "أم حجر" الإريترية المتاخمة لمدينة الحمرا شمالي إثيوبيا. ويضم الائتلاف المذكور حركة "قنبوت سبات" و"الجبهة الوطنية الإثيوبية". وأوضح "طلاهون" أن "عودة المقاتلين جاءت بعد عملية المصالحة التي تمت بين الحكومة والفصائل المعارضة". وقال إن "المقاتلين لاقوا لدى عودتهم إلى إثيوبيا استقبالا وترحيبا كبيرين من شعب أمهرا وفي كل المدن التي عبروها، وصولا إلى مدينة ورتا، حيث يقيمون حاليا". ولفت "طلاهون" إلى أن "إقامة المقاتلين في ورتا ستكون مؤقتة لحين تسوية أوضاعهم"، وفق ذات المصدر. والأربعاء الماضي، أعلنت إثيوبيا إنشاء مفوضية لنزع السلاح وإعادة دمج مقاتلي الحركات المعارضة التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في الآونة الأخيرة. وقالت الحكومة إن المفوضية التي تم إنشاؤها ستعمل على نزع سلاح المقاتلين من الحركات الموقعة على اتفاق السلام وتسريحهم وإعادة دمجهم. يشار أن ائتلاف المعارضة الإثيوبية الذي كان يتخذ من إريتريا مقرا له كان قد قرر التخلي عن المقاومة المسلحة في يونيو الماضي. وفي 9 يوليو الماضي، وقعت إثيوبيا وإريتريا اتفاق سلام تاريخي أنهت الدولتان بموجبه عداء استمر 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما على حدود متنازع عليها في 1998. يشار أن حركة "قنوب سبات"، وهي أكبر فصائل المعارضة المسلحة الإثيوبية أعلنت الشهر الماضي عودتها إلى البلاد، في غضون شهر. وآنذاك، قال رئيس الحركة، "برهانو نقا"، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأمريكية، إن قرار العودة إلى الوطن جاء بعد مناقشات مع "أبي أحمد" في واشنطن. واعتبر أن الوضع الحالي في إثيوبيا موات للانخراط في الممارسة السياسية السلمية، متعهدا بتقديم الدعم اللازم للإصلاحات الجارية في البلاد.