كما برع الصهاينة في تحويل الإعلام إلى صناعة هدفها تطهيرالعقول من كل ما يتعارض مع أجندتهم ، وحشوها بكل ما تتطلبه شيطنة العرب والمسلمين ، برعوا في تحويل المحرقة النازية (الهولوكوست) إلى صناعة هدفها أنسنة اليهود فقط ، وذلك بإحتكار المعاناة الإنسانية حتى تظل الضحية هي اليهودي الذي يحق له بالتالي أن يفعل بخصومه ما يشاء دون مساءلة من أحد على أساس أن أمنه ووجوده دائما مهددان. ومنذ خمسة سنوات صدر كتاب بعنوان "صناعة الهولوكوست" (148 صفحة من القطع الصغير) أثار ضجة وإحتجاجات هائلة في أوساط اليهود ، خاصة وأن مؤلفه يهودي وهو البروفيسور نورمان فينكلستاين أستاذ العلوم السياسية بجامعة "دي بول". ومن مؤلفات فينكلستاين السابقة والتي أثارت عليه اليهود أيضا كان الكتاب المعنون "الصورة والحقيقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". ثم صدر مؤخرا الجزء المكمل لكتاب " صناعة الهولوكوست" ، وهو كتاب أكبر حجما تحت عنوان "ما وراء الوقاحة : حول إساءة إستخدام التاريخ وسوء إستغلال معاداة السامية" (330 صفحة من القطع المتوسط) . هذا الكتاب أيضا ثار عليه اليهود الذين عمدوا كالعادة إلى إرهاب الكاتب بالتهمة المقابلة لتهمة معاداة السامية في الوسط اليهودي ، وهي "كراهية الذات". بتعبير آخر، فإن تهمة " معاداة السامية " جاهزة لإرهاب غير اليهودي ، وتهمة "كراهية الذات" لإرهاب اليهودي المناهض لإسرائيل والمشروع الصهيوني. ومن أشهر اليهود الشرفاء الذين وجهت إليهم هذه التهمة ألفريد ليلينثال صاحب المؤلف الضخم "حلقة الوصل الصهيونية" ، والذي طردته حاخامية نيويورك من الملة اليهودية في أوائل الثمانينات . هناك أيضا عالم اللغويات الشهير نوام تشومسكي صاحب المؤلفات العديدة ، والروائي البريطاني هارولد باينتر الذي حصل منذ أسابيع على جائزة نوبل. يصف فينكلستاين صناعة الهولوكوست بأنها "شبكة إبتزاز ووسيلة لسحق أي معارضة أو نقد لدولة إسرائيل". ويصف قادة اليهود الناشطين في هذه الصناعة بأنهم "زعماء عصابات ومحتالون." أما إيلي ويزل (الناشط اليهودي الذي إشتهر ب "صائد النازيين" وكانت مهمته منذ شبابه هو البحث عن مجرمي النازي حول العالم واعتقالهم ، وكان قد مات منذ شهور قليلة) فيقول عنه فينكلستاين بأنه "المهرج الأكبر في سيرك الهولوكوست". شكك أيضا الكاتب في صدقية "الناجين من الهولوكوست" الذين يبتزون "التعويضات" من مختلف دول أوربا ، قائلا "إذا كان كل من يزعم أنه من الناجين هو كذلك ، فمن هم الذين قتلهم هتلر؟" أكثر ماأثار حنق اليهود على فينكلستاين هو إعجابه ب (حزب الله) حيث يقول " إن النزاهة تستوجب علينا إعلان تضامننا مع حزب الله الذي تستهدفه إسرائيل وأميركا بالتصفية". ويشبه تدمير إسرائيل الروتيني لمنازل الفلسطينيين بأنها "لا تختلف عن تدمير النازيين لقرية ليديش التشيكية.. إن إسرائيل أسوأ من الجستابو، وأشبه ما تكون لعراق صدام حسين." وعن واقعة 11 سبتمبر 2001 يقول "نحن نستحق ما جرى لنا. لماذا نستمر في الحياة السعيدة بينما تستمر معاناة الأغلبية في العالم من من خطايانا وجرائمنا المباشرة وغير المباشرة." [email protected]