"قل لى مَن المستفيد.. أكشف لك هوية المتورط فى هجوم رفح الأخير، والذى أودى بحياة 16 جنديًا وضابطًا مصريًا من قوات حرس الحدود مساء أمس الأول" بهذا القول علق مجموعة من الخبراء فى الشأن الفلسطينى على الهجوم الأخير، مؤكدين أن إسرائيل هى المستفيد الأول من هذه الأحداث رغبة فى ابتزاز الرئيس الجديد وإشعال فتنة بين الرئيس والجيش من جانب، والتيارات الإسلامية من جانب، فضلاً عن تمهيد الأجواء لوصاية دولية على سيناء باعتبارها منطقة خارج سيطرة الدولة المصرية. وحمل الدكتور طارق فهمى، مدير وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، الجانب الإسرائيلى المسئولية عن الأحداث ، مشيرًا إلى أن هناك 3 شواهد تؤكد ذلك منها إخلاء الرعايا الإسرائيليين من سيناء وإبعاد جميع العناصر العسكرية والموظفين من معبر كرم أبو سالم أثناء الهجوم وتصفية كل العناصر المشاركة فى الهجوم عبر الطائرات، ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلى قام بمجموعة من الإجراءات أثبتت تورطه فى الحادث منها حالة التعتيم الذى فرضته على العملية وعدم تقديمها أى معلومات عنها لمصر، فضلاً عن توجيه رئيس الوزراء نتنياهو الشكر لقادة أجهزة المعلومات عن هذه العملية الاستخباراتية المهمة. واستبعد تورط أى من عناصر تابعة لحركة فتح فى العملية لإجهاض التقارب المصرى الفلسطينى، لافتًا إلى انتفاء أى علاقة بين أى طرف فلسطينى ومصر باعتبار ذلك يضر بمصالح الفلسطينيين بشدة، ناهيك عن أن إسرائيل كانت قد انتهت لتوها من تصفية محمد عوكل، أحد أهم مسئولى تنظيم الجهاد فى قطاع غزة. وشاطره الرأى المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين، مستبعدًا أى علاقة لفتح بهذه العملية بالقول: قادة فتح يدركون أن علاقاتهم بمصر إستراتيجية، ويدركون كذلك أن توثيق الصلات بين القاهرة وحماس قد يصب فى صالح تحقيق المصالحة، فضلاً عن أنهم يدركون أن مصر لن تتسامح مع أى جهة تتورط فى هذه العملية لذا لا يمكن تصور تورط أى فصائل فلسطينية فى العملية. وتابع: أعتقد أن إسرائيل وعبر عملائها هى المتورطة فى العملية رغبة فى توجيه رسالة للحكام الجدد فى مصر بضرورة التزام خط النظام السابق فى التعامل مع القضية الفلسطينية، وعدم الخروج عن هذا النهج. واعتبر الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الإستراتيجى، ومدير مركز يافا للدراسات، أن الاستخبارات الإسرائيلية هى المتورط فى هذه الهجمات بل إن توقيتها والتخطيط لها يحمل بصمات صهيونية، رغم أن العناصر المنفذة لها قد لا تكون إسرائيلية بل قد تكون عناصر عميلة للموساد. وقال إن الأمر لا يحتاج صعوبة لسوق المبررات الخاصة بتورط تل أبيب فى هذا الهجوم الجبان منها تأكيد الوحدة الأمنية فى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث حذرت من وجود عمليات عنف شديدة فى سيناء وطالبت السياح الإسرائيليين بمغادرتها بشكل فورى، ولم تقدم هذه المعلومات للجانب المصرى بحسب اتفاقية كامب ديفيد. وأشار إلى أن تل أبيب تبدو مستاءة بشدة من التقارب بين الفلسطينيين والنظام الجديد فى مصر وتزامن زيارة رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية وزعيم حركة الجهاد رمضان عبد الله شلح، وهو تأكيد على وجود تغيير نوعى فى مصر تجاه القضية الفلسطينية وهو تقارب أرادت إسرائيل وأده عبر هذه الهجمات.